أكد عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، على مسؤوليته الكاملة في القوانين الأخيرة التي أثارت الكثير من النقاش، وخاصة إقرار إجراءات ضريبية ضمن مشروع قانون مالية 2023 في حق المحامين، ومسودة مشروع قانون هيئة المحامين. وأكد المسؤول الحكومي ذاته، خلال حلوله ضيفا على مؤسسة الفقيه التطواني، ليلة أمس الثلاثاء، بقصر المؤتمرات بسلا، أن "الوزير حين يضع القوانين يجب عليه أن يتحمل مسؤوليته كاملة". وتابع، قائلاً: "أنا لست نعامة يخفي رأسه في الرمال، فأنا الذي اقترحت قانون الضرائب وأقنعت به وزارة المالية ولازلت مقتنعا بذلك وأتحمل المسؤولية كاملة". وكشف عبد اللطيف في معرض حديثه، أنه "أنا من وضعت قانون مهنة المحاماة، والحكومة لم تتطلع عليه بعد، وستطلع عليه وسنناقشه"، متسائلا "هل علي أن أنتظر حتى يشرع الآخرين في مكاني ثم أعطي رأيي؟، أم علي أن أبادر للتشريع؟، أعتقد أن الوزير عليه أن يبادر لكونه مسؤولاً". يضيف وهبي. في سياق متصل، خاطب وزير العدل المحامين المحتجين على قراراته، بالدعوة إلى الجلوس لطاولة الحوار وفتح النقاش بشكل مسؤول وواقعي. وشدد وهبي، على أنه لا يجد حرجاً في أن يخرج المحامون للاحتجاج والدفاع عن أنفسهم، مشيرا إلى أن الممارس لمهنة المحاماة عليه أن يدافع بكل جرأة عن حقوقه، مادام أنه يمارس مهنة الدفاع عن حقوق وواجبات المواطنين. وأكد أنه جد متفهم لمطالب المحامين لأن لديهم تصور ويعتبرون أنهم يجب عليهم أن يترافعوا عنه أمام الرأي العام. واستطرد أنه من منطلق مسؤوليته يتحتم عليه أن يدافع عن حقوق الدولة وواجبها في تحصيل الضرائب المشروعة، مبرزاً أنه لا يختلف مع المحامين لكن تصوره مخالف لتصورهم، فيما يخص المادة 13 محط النقاش. وأوضح أن "المحامون لا يقولون أنهم لن يؤدوا واجباتهم الضريبية، ولكن الإشكال في منهجية تحصيل الضرائب". وأضاف عبد اللطيف وهبي، أن "المحامي حين لا يخرج ليدافع عن نفسه ويناقش، فهناك مس للديمقراطية، وبالتالي فأمر عادي وضروري أن يعبر المحامون عن موقفهم، وأعبر بدوري كوزير للعدل عن موقفي، مع كامل تقديري واحترامي لهم". وخلص إلى أنه "ليس ضد خروجهم للاحتجاج لأنهم قوة فاعلة وهذا الفعل الاحتجاجي يجعله مطمئنا على الديمقراطية ببلدنا". وعن مطالب أصحاب البذلة السوداء برحيله، قال عبد اللطيف وهبي: "المحامون لا يكرهونني، ولكن يختلفون معي في التصور، وأنا سأقوم بعملي ما دمت وزيراً وعندما أعود لممارسة مهنتي سأرتدي بذلتي السوداء وأنضم لصفوفهم، إذا ما قاموا بخطوة احتجاجية في وجه وزير لاحق، وسأكون في الصفوف الأمامية معهم، في أي معركة نضالية"، وفق تعبيره.