لم يدع مشروع التنمية المجالية لإقليمالحسيمة (2015- 2019)، والذي أطلق عليه اسم « الحسيمة: منارة المتوسط » مجالا تنمويا أو خصاصا في مجال إجتماعي او ثقافي إلا وقد أحصي وبرمج ضمن البرنامج ضخم أشرف على إنطلاقته جلالة الملك محمد السادس بمدينة تطوان، معززا المكتسبات والإنجازات المحققة منذ الخطاب الملكي التاريخي ل 25 مارس 2004 بالحسيمة، عبر تعبئة استثمارات كبرى بقيمة 6,5 مليار درهم، تروم تنمية الوسطين الحضري والقروي للإقليم، من خلال التأهيل المجالي والاجتماعي وتعزيز البنيات التحتية ودعم المقاربة البيئية وتقوية العرض الديني. واستهدف المشروع 14 محورا للتدخل هم قطاع الصحة والمجال الاجتماعي والرياضة والطرق والمسالك، بالإضافة إلى الفلاحة والتأهيل المجالي ودعم المجال الثقافي، والتزويد الماء الصالح للشرب والتطهير، والحماية من الفيضانات، مع إعادة هيكلة الأحياء ناقصة التجهيز وتأهيل المراكز القروية، وتأهيل المؤسسات التعليمية والمجال الديني والتكوين المهني. * موعد مع نهضة ثقافية وفنية .. لأن الثقافة تعتبر عنصرا أساسيا في مخططات التنمية، أولى برنامج التنمية المجالية لإقليمالحسيمة، « منارة المتوسط »، أهمية كبيرة لهذا القطاع، من خلال تخصيصه لميزانية كبيرة إسهاما في تشجيع الفعل الثقافي بهذه المنطقة التي تتطلع إلى أفق تنموي واعد، حيث رصد برنامج « منارة المتوسط »، غلافا ماليا وصل مجموعه إلى 65 مليون درهم، لإحداث أرضية لممارسة الفعل الثقافي بمختلف مناطق إقليمالحسيمة، من خلال إنجاز مرافق ثقافية بمواصفات عصرية، ووضعها رهن إشارة مختلف الفعاليات الثقافية بالمنطقة. ويعد مشروع بناء مسرح، الذي انطلقت أشغال بنائه في العاشر من أبريل الماضي، أحد أهم هذه المشاريع التي يحبل بها هذا البرنامج التنموي الطموح، حيث تم رصد غلاف مالي قيمته 35 مليون درهم، بالإضافة إلى مشروع بناء المسرح الذي ستحتضنه مدينة الحسيمة، فإن لبقية مناطق الإقليم نصيب وافر من الاهتمام في هذا المجال، إذ من المنتظر أن يتم عند فاتح شهر أكتوبر المقبل، بمدينة إمزورن، الشروع في أشغال إنجاز معهد للموسيقى، بتكلفة مالية قيمتها 20 مليون درهم. وفي ذات المدينة، ينتظر كذلك أن يتم البدء في تشييد مركز ثقافي، بمواصفات عصرية، بقيمة 10 ملايين درهم حسب وثيقة المشروع الذي توصلت « الصحراء المغربية » بنسخة منها، حيث يعد برنامج « منارة المتوسط »، الذي أطلقه الملك محمد السادس، منتصف أكتوبر 2015، بالدفع لمنطقة الحسيمة، قصد القيام بأدوار طلائعية في مختلف المجالات التنموية في مختلف مناطق المملكة، لا سيما بعد تثبيت خيار الجهوية المتقدمة في حلتها الجديدة. إقلاع رياضي ومنشآت في أفق التشييد يحبل برنامج التنمية المجالية لإقليمالحسيمة « منارة المتوسط »، بمشاريع رياضية وازنة، من شانها إن تعطي دفعة قوية للإقلاع الرياضي بمختلف مناطق هذا الإقليم، ومن أهمها مشروع الملعب الكبير، الذي تنطلق أشغال إنجازه، أواخر الشهر الجاري. ويعتبر هذا الورش الرياضي الضخم، إحدى نواة مشروع « القرية الرياضية »، التي ستحتضنها جماعة « آيت قمرة » القصية عن مدينة الحسيمة بمسافة 20 كيلومتر، ومن المنتظر أن تصل طاقته الاستيعابية 35 ألف مقعدا، 400 منها خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة. وحول القيمة المالية، لمشروع إنجاز الملعب الكبير لإقليمالحسيمة، فقط وصلت التكلفة المالية الإجمالية التي رصدت لتشييد الملعب قرابة 250 مليون درهم، حيث سيضم الملعب الذي يستجيب للمعايير المتعارف عليها دوليا، عدة مرافق، منها قاعة للندوات الصحافية تتوفر على 200 مقعد، مركز طبي وغرف للتمريض، إضافة إلى موقف للسيارات يسع ل2500 سيارة، كما ستستفيد الحسيمة في إطار نفس المشروع من إنشاء 34 ملعبا للقرب، 22 ملعبا في طور الإنجاز، بتكلفة مالية تقارب 30 مليون درهم، إلى جانب مسبح مغطى بقيمة 80 مليون درهم، وقاعتين مغطتين بكل من أجدير وإساكن بغلاف مالي يبلغ 100 مليون درهم.