اندلعت مواجهات الجمعة مجددا بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، بعد أسبوعين على أحداث مشابهة كانت السبب في تفجّر المواجهات بين حركة حماس وإسرائيل. وقال مراسلو فرانس برس إن المواجهات بدأت بعد صلاة الجمعة التي شارك فيها آلاف الفلسطينيين. وردد مئات المصلين شعارات مؤيدة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وحملوا أعلاما فلسطينية وأعلام حركة حماس، بحسب المراسلين. وقال مصور فرانس برس إن الشرطة قامت بإطلاق قنابل صوتية ورصاص مطاطي لتفريق المتظاهرين، وضربت البعض بالهراوات. واصيب 21 شخصا في مواجهات المسجد الأقصى، تم نقل اثنين منهم إلى المستشفى، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني. من جهته، أفاد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد أن الشرطة تعرضت لإلقاء حجارة من قبل الفلسطينيين وبدأت بإجراءات مكافحة "الشغب". وقال المتحدث إن "المئات بدأوا بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه رجال الشرطة الذين قاموا بالرد". من جانبها، دانت الرئاسة الفلسطينية "اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك عقب صلاة الجمعة واعتداءها على المصلين". وأكدت الرئاسة في بيان أن "الاستمرار بسياسة الاقتحامات للمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومواصلة الاعتداءات على المصلين الآمنين، هي سياسة مرفوضة ومدانة، واستفزاز غير مقبول يعيد الأمور إلى مربع العنف والتوتر". ودان الناطق باسم وزارة الخارجية الاردنية ضيف الله الفايز "اقتحام الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف اليوم عقب صلاة الجمعة واعتداءها على المصلين". وقال إن "ما قامت به إسرائيل (…) تصرف استفزازي مرفوض ومدان ويتحدى الجهود والمساعي الدولية التي تواصلت طيلة الأيام الماضية للوصول إلى تهدئة ووقف العنف والتصعيد في القدس". وأكد ان على إسرائيل "تحمل مسؤولياتها الدولية كقوة قائمة بالاحتلال ووقف انتهاكاتها واعتداءاتها في المسجد الأقصى (…) وعدم المساس بالمصلين، واحترام الوضع القانوني والتاريخي القائم". وتوقفت الغارات الإسرائيلية على غزة ولم يسجل إطلاق صواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ سريان وقف إطلاق النار قبل ساعات بعد أحد عشر يوما من التصعيد بين اسرائيل والقطاع. وبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل اليه بوساطة مصرية، الساعة الثانية فجرا (23,00 ت غ الخميس). واندلع النزاع الأخير بعد إطلاق حماس صواريخ في اتجاه الدولة العبرية في العاشر من أيار/مايو، تضامناً مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، ما تسبّب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح. جاء ذلك بعد أن حذرت كتائب القسام إسرائيل بضرورة أن تسحب قبل السادسة مساء قواتها الأمنية من باحات المسجد الأقصى الذي كان ساحة للمواجهات. وفي الضفة الغربيةالمحتلة، خرج مئات من الفلسطينيين للتظاهر في عدة مناطق، ابتهاجا ب "صمود" قطاع غزة. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن العشرات اصيبوا بعد أن استخدمت القوات الإسرائيلية الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وشمال مدينة رام الله، جاء محمد مصلح مع نجله عمر (11 عاما) للتضامن مع قطاع غزة. وأشاد مصلح ب"صمود أهل غزة"، بينما حمل ابنه العلم الفلسطيني. وبالنسبة لعمر حرب الذي بدا في الستينات من العمر فإن "ما جرى في غزة لم يكن سوى جولة من جولات الشعب الفلسطيني مع الظلم والقهر والاحتلال". وأضاف "مقاومتنا للاحتلال لم تنته مع هذه الجولة". ودانت اللجنة المركزية لحركة فتح ما وصفته ب "الاعتداء الآثم" الذي تعرض له المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية محمد حسين من قبل مصلين فلسطينيين. وبحسب مقاطع بثت على شبكة الانترنت، قام مصلون داخل المسجد الأقصى بمطالبة المفتي بالنزول عن منبر الخطابة، بينما هتف آخرون داخل المسجد تأييدا لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس. وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية ( وفا) ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصل بالمفتي حسين ل"الاطمئنان" اليه. وقتلت القوات الإسرائيلية 25 فلسطينيا منذ 10 أيار/مايو الماضي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الصحة. ويقول الجيش الإسرائيلي إن خمسة منهم على الأقل حاولوا مهاجمة قواته.