يبدو أن حزب العدالة والتنمية الإسلامي لم يستأنس بعد بمستجدات الساحة السياسية المغربية، خاصة فيما يتعلق بالتدبير الحكومي باعتباره ربانها في شخص أمينه العام، سعد الدين العثماني. فالبرغم من توقيع أمينه العام سعد الدين العثماني، كرئيس للحكومة، الإعلان الثلاثي بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، الذي يتضمن أحد بنوده استئناف الرباط لعلاقاته الدبلوماسية مع تل أبيب، لا يزال الجدل قائماً بين مكونات حزب الخطيب، خاصة داخل ذراعه الإعلامي المكلف بإدارة الموقع الرسمي للحزب (بيجيدي. ما). ويتجلى هذه "الدوخة" بين الإخوان، في طريقة تعامل موقع الحزب مع خبر مشاركة عزيز رباح، القيادي في الأمانة العامة ل"المصباح" ووزير الطاقة والمعادن والبيئة، إلى جانب نظيره الإسرائيلي يوفال شتاينتز، خلال اجتماع عبر تقنية المناظرة المرئية، نظمته كتابة الدولة للطاقة بالولايات المتحدةالأمريكية، الخميس، وخصص لبحث قضايا الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا). مشاركة عزيز رباح كمسؤول حكومي كان لها وقع خاصة في المغرب باعتباره أول وزير إسلامي يشارك إلى جانب مسؤول إسرائيلي بعد إعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب، ولكن لسان حزبه "pjd.ma" كان له تقدير آخر، إذ نشر مادة صحفية حول اللقاء وسارع إلى حذفها بعد دقائق معدودة. وتساءل عدد من المتابعين عن ماذا يحدث داخل أجنحة الحزب الإسلامي المغربي؟، وهل هناك من يبارك التطبيع ويشارك في لقاءات رسمية مع تل أبيب، وقيادات أخرى ترفض الأمر؟، ولماذا تحذف مادة صحفية بعد نشرها على بوابة الحزب باعتبار مهمتها الأولى والأساسية مواكبة تحركات قيادة الحزب ووزرائه داخل الحكومة؟. هذا، وشارك عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن والبيئة والقيادي في حزب العدالة والتنمية، في مؤتمر دولي حول الطاقة إلى جانب كل من إسرائيل ومصر والسودان والإمارات والبحرين والولايات المتحدةالأمريكية. وقال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، إن هذا المؤتمر الدولي "يعد خطوة تاريخية في إطار التعاون والحوار بين إسرائيل والدول العربية في مجال الطاقات المتجددة والبحث والتطوير".