عقد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الثلاثاء بمقر وزارة الخارجية المصرية بقصر التحرير في القاهرة، جلسة مباحثات ثنائية معمقة مع بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بجمهورية مصر العربية. هذه المباحثات تأتي في سياق تزايد النقاش داخل الأوساط السياسية المصرية في الأيام القليلة الماضية عقب توقيع اتفاقية تفاهم بين المغرب وإثيوبيا في المجال العسكري، واستقبال المملكة لرئيس الأركان العامة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية، الماريشال برهانو غولا. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "لاماب" في قصاصة لها، أن بوريطة ونظيره المصري استعرضا سبل تعزيز العلاقات الثنائية، انطلاقا من توجيهات قائدي البلدين، الملك محمد السادس وعبد الفتاح السيسي، واعتمادا على أواصر الأخوة المتينة التي تجمع قائدي البلدين والشعبين الشقيقين، والتضامن الموصول بينهما ووحدة مصيرهما وأهدافهما المشتركة. واتفق الوزيران على دعم التنسيق والتشاور بين وزارتي خارجية البلدين، من خلال عقد الدورة الرابعة لآلية الحوار والتنسيق والتشاور السياسي والاستراتيجي في أقرب الآجال، وكذا تكثيف زيارات المسؤولين من الجانبين بهدف ضخ دينامية جديدة في علاقات التعاون القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية مصر العربية، كما تبادلا الرؤى اتجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك عربيا وقاريا ودوليا. في سياق متصل، يرى محللون، أن اللقاء بين الرباطوأديس أبابا، يأتي في سياق التواجد الكبير للمملكة في القارة الإفريقية، وفي سياق العلاقة المتشعبة مع إثيوبيا في أكثر من مجال ولا تقع تحت أي توجه محتمل من شأنه المس بالقضايا الخلافية بين مصر وإثيوبيا، خاصة في ظل التوتر الذي تعرفه العلاقة بين البلدين بسبب سد النهضة. ووصف التقارب المغربي الإثيوبي في الأوساط المصرية غير الرسمية بأنه "غير مفهوم" في هذا التوقيت بالذات. ورغم تشديد خبراء مغاربة على أن تقارب الرباطوأديس أبابا لا يمكن أن يكون موجها ضد القاهرة، إلا أن الخطوة أثارت تعليقات وانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر لتزامنها مع إعلان إثيوبيا الانتهاء من أشغال سد النهضة وإرسال مصر "معدات عسكرية وأسلحة مصرية إلى الصومال". في هذا الإطار، قال المحلل السياسي، نوفل البعمري، في تصريح لجريدة "العمق"، إن التوتر المصري- الإثيوبي، هو توتر يتعلق بتدبير مياه سد النهضة، وهو قائم منذ سنوات، ولا يمكن ربطه بالعلاقة المغربية-الإثيوبية التي تعمقت مع الزيارة الملكية لهذا البلد سنة 2016، التي كانت مناسبة للتوقيع على عدم اتفاقيات اقتصادية كبرى منها إنشاء مصنع للأسمدة كواحد من أهم المشاريع الاقتصادية الكبرى التي تم الاتفاق على إنجازها بين البلدين. كما تشهد العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية، المتجذرة في تاريخ غني وعميق، والتي عرفت دينامية جديدة منذ الزيارة التاريخية للملك إلى أديس أبابا سنة 2016، تطورا نحو شراكة استراتيجية تهدف إلى تقوية الأهداف المشتركة للبلدين، مع الإسهام بشكل فاعل في تنمية واستقرار القارة الإفريقية. واستقبل الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، نهاية غشت المنصرم، بمقر هذه الإدارة بالرباط، الماريشال برهانو غولا جيلالشا، رئيس الأركان العامة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية، الذي قام بزيارة رسمية للمملكة في الفترة من 25 إلى 29 غشت الجاري، على رأس وفد هام. وذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أنه بعد استعراض وضعية التعاون الثنائي في مجال الدفاع وإمكانيات تعزيزه، أعرب المسؤولان، خلال هذا اللقاء، عن ارتياحهما للمستوى المتميز الذي بلغته علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، معبرين عن تطلعهما ورغبتهما المشتركة في تقوية هذه العلاقات النموذجية مستقبلا.