أفاد مصدر مسؤول بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن نسب متدنية لمشاركة الطلبة في امتحانات كليات الطب والصيدلة، في الوقت الذي عقد وسط المملكة، محمد بنعليلو، يمه الخميس، اجتماعا مع لجنة الطلبة. وحسب المصدر ذاته، فقد بلغت نسبة مشاركة طلبة شعبة الصيدلة في كلية الرباط 40%، بينما سجلت 31% بفاس و20% بمراكش، أما في شعبة الطب، فقد شارك 25% من طلبة الرباط، و18% بالدار البيضاء، و29% بفاس، و28% بمراكش، و34% في كلية كلميم. وتأتي هذه الأرقام بالتزامن مع اليوم الأول من امتحانات الدورة الاستدراكية للفصل الأول وفق البرمجة التي أقرها ميراوي، والتي أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة عن مقاطعتها، ووفقًا لمصدر من داخل اللجنة، فإن نسبة المقاطعة فاقت 95% في معظم الكليات. وعلى صعيد آخر، علمت الجريدة، من مصدر مسؤول بمؤسسة الوسيط، أن وسيط المملكة، محمد بنعليلو، عقد اليوم اجتماعا استمع فيه للجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، بناء على طلب من هاته الأخيرة. ووفق الفصل 162 من الدستور، فالوسيط هي مؤسسة وطنية مستقلة ومتخصصة، مهمتها الدفاع عن الحقوق في نطاق العلاقات بين الإدارة والمرتفقين، والإسهام في ترسيخ سيادة القانون، وإشاعة مبادئ العدل والإنصاف، وقيم التخليق والشفافية في تدبير الإدارات والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية والهيئات التي تمارس صلاحيات السلطة العمومية. وكانت لجنة الحوار الممثِلة لفرق الأغلبية بمجلس النواب قد كشفت أن "وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أبلغتها حرصها على إنقاذ الموسم الجامعي 2023/2024 بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، عبر التزامها والتزام عمداء الكليات، بتمكين الطلبة الذين سيُجرون اختبارات الدورة الاستدراكية للفصل الأول المبرمجة بتاريخ 5 شتنبر 2024، من دورات أخرى تهم الفصل الثاني. ودعت اللجنة البرلمانية الطالبات والطلبة التفاعل الإيجابي مع مقترح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والثقة في المؤسسات، مشددة في المقابل، على أنها "ستواكب تنفيذ التزامات الوزارة ضمانا لمصالح الطلبة وبما يحقق المصلحة الفضلى للوطن". من جانبها رفضت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، المبادرة الأخيرة للحكومة القاضية بتمكين الطلبة الذين سيجتازون امتحانات الفصل الأول المبرمجة بتاريخ شتنبر الجاري من دورة إضافية للفصل الثاني، معتبرة إياها رغبة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، لزعزعة وحدة الطلبة. ووفقاً لمصدر مطلع من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، فإن الطلبة يرفضون بشكل قاطع ما وصفوه ب"الأسلوب الإلتوائي الترغيبي الذي تتبعه الحكومة"، مؤكدا أن "هذه الأساليب لا تخدم مصلحة أحد، لا الوطن ولا المواطنين"، مشدداً على أن "الهدف منها هو زعزعة الوحدة الطلابية التي أظهرتها نسب المقاطعة العالية خلال الامتحانات". وقال المصدر نفسه، في تصريح لجريدة "العمق"، إنه "في بداية المقاطعة، أكدنا أنها ستكون مقاطعة مفتوحة حتى تحقيق المطالب. واليوم، وبعد مرور أزيد من تسعة أشهر، وبعد كل ما تكبده الطلبة من هدر للزمن الجامعي، فإن طلبة الطب والصيدلة أكثر إصراراً من أي وقت مضى على المضي قدماً في المقاطعة حتى تحقيق مطالبهم، وعلى رأسها رفع العقوبات وإلغاء قرار حل مكاتب ومجالس الطلبة، وبرمجة دورتين امتحانيتين بدلاً من دورة واحدة فقط".