رفضت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة، المبادرة الأخيرة للحكومة القاضية بتمكين الطلبة الذين سيجتازون امتحانات الفصل الأول المبرمجة بتاريخ شتنبر الجاري من دورة إضافية للفصل الثاني، معتبرة إياها رغبة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، لزعزعة وحدة الطلبة. فيما كشف مصدر مطلع لجريدة "العمق" أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، ينتظر أن يعقد لقاء مع عمداء كليات الطب والصيدلة غدا الثلاثاء بمقر الوزارة بالرباط، من أجل تنفيذ مخرجات اتفاق الوساطة البرلمان لانقاذ السنة الجامعية. وحسب المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، فإن خطوة ميراوي تأتي في أعقاب توجه عدد من أولياء أمور الطلبة إلى كليات الطب بالدار البيضاء ومراكش والرباط، من أجل الاستفسار عن صحة الالتزامات التي تضمنها البلاغ الصادر عن لجنة الحوار الممثِلة لفرق الأغلبية بمجلس النواب، بشأن طي الأزمة التي عمرت لقرابة سنة كاملة، مؤكدا أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ترغب في إسباغ طابع ملزم على ما تضمنته اتفاق مبادرة الوساطة البرلمانية من مقترحات لانقاذ السنة الجامعية من شبح البياض. ووفقاً لمصدر مطلع من داخل اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، فإن الطلبة يرفضون بشكل قاطع ما وصفه ب "الأسلوب الإلتوائي الترغيبي" الذي تتبعه الحكومة" مؤكدا أن "هذه الأساليب لا تخدم مصلحة أحد"، لا الوطن ولا المواطنين، ومشدداً على أن "الهدف منها هو زعزعة الوحدة الطلابية التي أظهرتها نسب المقاطعة العالية خلال الامتحانات". وقال المصدر نفسه، في تصريح لجريدة "العمق" أنه، "في بداية المقاطعة، أكدنا أنها ستكون مقاطعة مفتوحة حتى تحقيق المطالب. واليوم، وبعد مرور أزيد من تسعة أشهر، وبعد كل ما تكبده الطلبة من هدر للزمن الجامعي، فإن طلبة الطب والصيدلة أكثر إصراراً من أي وقت مضى على المضي قدماً في المقاطعة حتى تحقيق مطالبهم، وعلى رأسها رفع العقوبات وإلغاء قرار حل مكاتب ومجالس الطلبة، وبرمجة دورتين امتحانيتين بدلاً من دورة واحدة فقط". واعتبر المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن هدف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار هو تقديم ما قد يبدو تنازلاً من أجل تفكيك وحدة الطلبة والإجهاز على باقي المطالب. مستنكرا بشدة ما قال إنه" أسلوب يعكس عدم الاهتمام والرغبة في البحث عن حل للأزمة". وكانت لجنة الحوار الممثِلة لفرق الأغلبية بمجلس النواب، قد كشفت "أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أبلغتها حرصها على إنقاذ الموسم الجامعي 2023/2024 بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، عبر التزامها والتزام عمداء الكليات، بتمكين الطلبة الذين سيُجرون اختبارات الدورة الاستدراكية للفصل الأول المبرمجة بتاريخ 5 شتنبر 2024، من دورات أخرى تهم الفصل الثاني." جاء ذلك، في بلاغ أنهت فيه لجنة الحوار الممثِلة لفرق الأغلبية بمجلس النواب، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، إلى علم طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، وإلى أمهات وآباء وأولياء الطلبة، وتتويجا لمسار الوساطة والحوار مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تلقيها جواب الوزارة الوصية عن المقترحات التي رفعتها اللجنة إلى الوزير عبد اللطيف ميراوي ضمن فرصة أخيرة تستهدف طي الأزمة. وورد في البلاغ، أنه "في إطار الوساطة التي تقوم بها الفرق البرلمانية من أجل الاسهام في إيجاد الحلول المناسبة لإنهاء إضرابات طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الاسنان تخبر لجنة الحوار لفرق الأغلبية بمجلس النواب إلى عموم الطلبة المعنيين، وتتويجا لمسار الوساطة والحوار مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، فقد تلقت فريق الأغلبية بمجلس النواب، أجوبة الوزارة بهذا الشأن". وسجلت اللجنة البرلمانية، أنها ستحرص على متابعة التزامات الوزارة المصرح بها في اللقاء بمجلس النواب بتاريخ 10 يوليوز 2024، خاصة ما يتعلق برفع العقوبات الصادرة في حق الطلبة و ممثيليهم، وإلغاء نقطة الصفر، إضافة إلى برمجة دورتين للأسدس الأول و الأسدس الثاني، وكذا العمل على ضَمان الوعاء الزمني للتكوين للافواج 2019- 2024 بحسب الصيغ البيداغوجية المعمول و المتخذة من طرف اللجن المختصة. وتأسيسا على ذلك، دعت اللجنة الطالبات والطلبة التفاعل الإيجابي مع مقترح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والثقة في المؤسسات، مشددة في المقابل، على أنها "ستواكب تنفيذ التزامات الوزارة ضمانا لمصالح الطلبة وبما يحقق المصلحة الفضلى للوطن".