تتزايد حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط مع ترقب انفجار الوضع بين إيران وإسرائيل، وسط تبادل الرسائل والتحركات الدبلوماسية والعسكرية المكثفة بين الأطراف المعنية. ونقل موقع "أكسيوس" الأميركي توقعات لمصادر أميركية وإسرائيلية بأن تنفذ إيران هجوما يستهدف إسرائيل بدءا من غد الاثنين، ويتزامن ذلك مع زيارة قائد عسكري أميركي إلى المنطقة لتعبئة تحالف من أجل الدفاع عن إسرائيل. وتعهد القادة الإيرانيون وقادة حزب الله اللبناني بالانتقام من إسرائيل عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، ومقتل القيادي في حزب الله فؤاد شكر في هجوم استهدف ضاحية بيروت الجنوبية. وتوقع موقع "أكسيوس" أن يكون الرد الإيراني مشابها للهجوم الذي نفذته طهران واستهدف إسرائيل بصواريخ ومسيرات في 13 أبريل الماضي، لكنه قد يكون أكبر نطاقاً وقد يشمل عمليات من حزب الله في لبنان. وأوضح الموقع أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين لا يعلمون ما إذا كانت إيران وحزب الله سيشنّان هجوماً منسقاً أو يعملان بشكل منفصل. فيما أكد مصدر إيراني مسؤول لقناة الجزيرة أن طهران ستبلغ وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، رسالتين إحداهما موجهة للقيادة الأردنية والأخرى لأمريكا وإسرائيل. ويأتي هذا في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل متأهبة لكل السيناريوهات دفاعيا وهجوميا. وزارة الخارجية الأردنية أعلنت أن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي سيزور إيران الأحد، حاملا رسالة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية. الصفدي سيجري أيضا محادثات موسعة مع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، لتبادل وجهات النظر حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. في هذا السياق، نشرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن الصفدي سيلتقي المسؤولين الإيرانيين لتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وفي نيويورك، توقع متحدث باسم ممثلية إيران الدائمة لدى الأممالمتحدة أن يغير حزب الله "حدود هجومه" على إسرائيل. وأوضح أن حزب الله قد يختار أهدافاً أوسع وأعمق، وقد لا تقتصر هجماته على الأهداف والوسائل العسكرية وحدها. وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعلن سابقاً عن تحريك حاملة الطائرات أبراهام لينكولن إلى شرق البحر المتوسط ونشر سرب من طائرات "إف 22" المقاتلة لتنضم إلى حاملة الطائرات روزفلت المتموضعة بالمحيط الهندي قرب بحر العرب، وعدد من المدمرات المنتشرة قبالة سواحل إسرائيل. وأشار موقع "أكسيوس" إلى أن هذه الخطوة تهدف لردع إيران وحزب الله والتأثير على خططهما العسكرية. وفي ظل التوتر المتزايد، بدأ الجنرال مايكل كوريلا، المسؤول عن القوات الأميركية في الشرق الأوسط، زيارة إلى دول خليجية عدة إضافة للأردن وإسرائيل، حيث يسعى لتعبئة التحالف الدولي والإقليمي للدفاع عن إسرائيل. الأردن سيكون محطة رئيسية في هذه الزيارة، بالنظر إلى دوره في اعتراض المسيّرات الإيرانية في هجوم 13 أبريل الماضي، والسماح للطائرات الأميركية والإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي. من جانب آخر، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن السلطات تعتقد أن التعرض لهجوم مشترك أو منفصل من حزب الله وإيران ووكلائهما أمر حتمي، وأكدت أنها تدرس جميع الخيارات، بما في ذلك "هجوم وقائي". صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أشارت إلى أن مسؤولي الأمن يتوقعون أن حزب الله يستعد لهجوم كبير "لن يقتصر على الأهداف العسكرية" فقط. وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الطاقم الوزاري الأمني المصغر إلى اجتماع لتقييم الموقف الأمني، وأكد أن إسرائيل متأهبة دفاعياً وهجومياً لكل سيناريو، مشدداً على أنهم يخوضون حرباً متعددة الجبهات ضد "محور الشر" الذي تقوده إيران.