أطلق طلاب بجامعة الأخوين بإفران، عريضة تطالب إدارة الجامعة بمنع عودة طلاب زاروا إسرائيل، قبل أيام، في عز المجازر التي يركتبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين والنازحين في قطاع غزة المحاصر. العريضة التي وقعها أزيد من 1190 شخصا إلى حدود كتابة هذه الأسطر، على المنصة العالمية للتغير "change.org"، اعتبرت أن هذه الزيارة تمثل سلوكا غير لائق ولا يمكن السماح بمرورها بدون محاسبة. وتقول العريضة إن بعض طلاب جامعة الأخوين شاركوا في "نشاط" أقيم في تل أبيب بإسرائيل، وهو ما اعتبره أصحاب العريضة "موقفا يتعارض بشكل صارخ مع جميع الأخلاقيات والقيم التي نتعلمها في جامعة الأخوين". وأضافت العريضة أنه "ينبغي محاسبة هؤلاء الطلاب على تشويههم لسمعة الجامعة وجميع طلابها، بل وسمعة كافة المغاربة"، مردفة: "لقد حان الوقت لأن نرفع صوتنا ونطالب بمحاسبتهم". وكان طلاب بجامعة الأخوين قد شاركوا في زيارة إلى تل أبيب ضمن وفد يضم 23 ناشطا مغربيا مؤيدا لإسرائيل، وأجروا لقاءات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، بما في ذلك مائير بن شبات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق. وأظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، أعضاء الوفد المغربي الذين زاروا إسرائيل، وهم يرقصون في حفل موسيقي في القدس ويدخلون في مناقشات ودية مع مسؤولين إسرائيليين. وبحسب المعطيات التي توصلت بها الجريدة، فإن زيارة الوفد المغاربي إلى إسرائيل في خضم الحرب الدائرة في غزة، تأتي ضمن زيارة نظمتها جمعية "التعايش المغربي" بالتعاون مع مؤسسة "الشراكة". وأثارت الزيارة ومشاهد الرقص واللقاءات مع الإسرائيليين، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر معلقون أن هذه الزيارة تشكل "أداة دعائية صارخة لإسرائيل، تهدف إلى تبييض صورتها وسط استمرار حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة". في هذا الصدد، سارع المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، وهي منظمة بارزة تعارض تطبيع العلاقات مع إسرائيل، إلى إدانة الزيارة، مسلطًا الضوء على "توقيتها الفظيع خلال فترة من الصراع الشديد والمعاناة في غزة". وأشار المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، إلى أن هذه الزيارة "يتزعمها فيصل مرجاني سميرس ويوسف أزهاري، ضمن مجموعة تضم حوالي 23 شاباً مغربياً". وبحسب ما كشفه المصدر ذاته، فإن زيارة الوفد المغربي المذكور، "تهدف إلى الترويج للسردية الصهيونية حول أحداث 7 أكتوبر، ومحاولة لخدمة البروباغندا الإسرائيلية في المغرب". ورغم ردود الفعل المدينة، دافع المنظمون عن الزيارة، معتبرين أنه من "حقهم في التعبير عن معتقداتهم الشخصية ودعمهم لدولة تعترف بسيادة المغرب على أقاليمها الجنوبية"، وفق تعبير بعضهم. يُشار إلى أن المدن المغربية تشهد مظاهرات ومسيرات حاشدة بوتيرة شبه يومية وذلك منذ بداية العدوان على غزة، وهو ما دفع وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى إجلاء موظفي مكتبها بالرباط منذ بداية الحرب، كما حذر مجلس الأمن القومي بإسرائيل، من السفر إلى المغرب.