أظهرت دراسة حديثة لجامعة “ستوكهولم” أن اللغة العربية ستحتل المرتبة الثانية من حيث انتشار الناطقين بها، كلغة أم للسكان بعد أن كانت الفنلندية تحتل هذه المرتبة. وبحسب دراسة إحصائية أجراها البروفيسور في جامعة ستوكهولم، مايكل باركفال، فإن اللغة العربية تصبح اللغة الثانية الأكثر شعبية في السويد، ما يشكل واحدة من مؤشرات أصول مكونات المجتمع السويدي حديثاً، وعدم احتفاظ السلطات السويدية بسجلات رسمية تبين اللغات التي يتحدثها مواطنوها، دفع باركفال لإجراء دراساته. ومع أن اللغة الإنجليزية متداولة على نطاق واسع في البلد الاسكندنافي إلا أنها تعتبر لغة أم لقليل من الناطقين بها في السويد، وفق تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست. وبين باركفال لصحيفة “WorldViews” أن تدفق اللاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط على مدى الأعوام القليلة الماضية والمقدر عددهم ب163 ألف طالب لجوء في العام 2015 وحده، رجح كفة اللغة العربية لتحتل مراتب متقدمة بعدد الناطقين بها، مضيفاً أن قلة البيانات على أرض الواقع تجعل مسألة تحديد الوقت الذي تتفوق به اللغة العربية على نظيرتها الفنلندية في هذا الشأن أمراً صعباً لكنه يتوقع أن يحدث ذلك هذه الفترة. ففي العام 2012 كان عدد السويديين الذين يتحدثون اللغة الفنلندية كلغة أم 200 ألف شخص مقابل 155 ألفاً يتحدثون العربية بفارق لا يتجاوز خمسة آلاف مواطن وفقاً لإذاعة “سفيريجز” الرسمية التي تمولها السلطات السويدية والتي تستعد لبث برنامج إذاعي باللغة العربية يقدمه أحد الكوميدين السوريين الذي وصل إلى السويد العام الماضي. بذلك، لا تعد السويد البلد الأوروبي الوحيد الذي تعتبر فيه العربية اللغة الثانية المحكية في البلاد، فقد كشفت دراسة باركفال أن الدنمارك تشارك السويد ذات النسبة تقريباً، في حين تأتي العربية كلغة ثالثة في كل من فرنسا وهولندا. من جهة أخرى، يرى البعض أن قلة البيانات المتوافرة تحجب الوجه الحقيقي لسكان السويد فوفقا للقانون السويدي، توجد خمس لغات رسمية معترف بها لدى الأقليات وتحظى بحماية القانون وهي”الفنلندية والساماي والرومنية واليديشية والمينكيلية”. وبالرغم من الانتشار الكبير للعربية إلا أن المعايير التي جرى تصنيف اللغات الفرعية على أساسها لن تأخذ العربية في عين الاعتبار بحسب باركفال.