تعرف القضية الفلسطينية منعطفا خطيرا سياسيا وحضاريا وإنسانيا. لم تتوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني من قبل العدو الصهيوني الذي أثبت بالملموس أنه سرطان خبيث ابتليت به البشرية. حيث أصبح الفلسطينيون بدون تغذية وكهرباء وماء بل أكثر من ذلك سممت منابع المياه. إن هذا الكيان المجرم لا يرقب في البلاد والعباد إلا ولا ذمة. والأدهى من هذا كله هو الكل يتفرج على هذه المأساة إلا بعض الأصوات الحرة التي تواجه من قبل الكيان بالتهديد. لقد تجاوزوا كل الحدود المتعارف عليها. لذلك يجب أن تشكل جبهة دولية من أجل مضايقة هذا العدو الصهيوني ودفعه إلى إيقاف العدوان على الأبرياء. وتتحمل الولاياتالمتحدةالأمريكية نصيب الأسد في هذا العدوان لأن قرار الدعم لم يكن فيه ولو ذرة صغيرة من الحكمة والتعقل. لأن الموقف الأمريكي لا يفسر إلا بأنها دولة القهر والقوة ولا تقارب القضايا العالقة إلا بالشوكة والاعتداء رغم تبريرها الفارغ الذي يزعم أنها تساعد العدو الصهيوني من أجل الدفاع عن النفس. وهل لهذا العدو نفس يدافع عنها. بكل تأكيد النفس الأمارة بالسوء والنفس الخبيثة فهو بهذا يسمى بالشر الأكبر. لقد رفعت المقاومة شعار الجيل القرآني الفريد: فرسان بالنهار ورهبان بالليل. ومن تم فالفشل سيصيب العدو بحول الله وقوته وبالصمود والمقاومة واليقين في الله عز وجل. ولتعلم أمريكا وحلفاؤها أنهم عندما اقتحموا المنطقة أصيبت بالانقسام وبالحروب وغيرها من المصائب. لكن باءت أعمالهم بالفشل لأن القوة لا تحل المشاكل بل تعقدها. إذن حصار فلسطين خرق دولي سافر تمارسه الصهيونية العالمية على شعب أبي لا يعرف الخضوع والتذلل إلا للخالق القهار. فالكيان الصهيوني لن يحقق مشروعه العسكري بهذا البلد مهما كان العدوان. نؤكد أن حقيقة المعركة بين احتلال صهيوني لدولة ذات سيادة، وهذا غير مسموح به دوليا. وتوسع العدو بالإكثار من المستوطنات وتهجير أقوام غرر بهم باسم الدين من بلدانهم إلى فلسطين وبإيعاز من الصهيونية العالمية المعززة بأمريكا وحلفائها. وبهذا المنطق يجب أن نتعامل مع الأمور. لذلك هناك ضرورة ملحة للتضامن الدولي من أجل إرباك حسابات العدو الصهيوني. خاصة على المستوى العربي والإسلامي والدولي، لأن التهديد يشمل كل البلدان المجاورة أولا وأخرى بالتبع. من تم نجد أن الكيان الصهيوني منخرط في الانتخابات الأمريكية من أجل كسب الدعم الدائم لهذا الكيان من أجل إتمام مشروعه الإبادي لكن أنى له ذلك؟ إن تهديد الكيان الصهيوني اليوم باتخاذ قرارات عدوانية على لبنان مؤشر على أن هذا العدو يطمع في التوسع إقليميا. وللإشارة فهناك تبادل النار بين الجانبين منذ أكتوبر 2023، عندما هزم الكيان الصهيوني في أربع ساعات من قبل المقاومة الفلسطينية، ولم يسبق لهذا العمل البطولي مثيل. ويطالب العدو الصهيوني تبادل الرهان مع المقاومة شريطة الإبقاء على تمركزها في مواقع مهمة من قطاع غزة. وبعد خراب وتدمير القطاع تتأسف أمريكا استهزاء بما تعانيه ساكنة غزة من سوء التغذية وهي للأسف المسؤولة بالدرجة الأولى على ما يقع. وقد أبلغ جيش الاحتلال المجرم نتنياهو بقبول الهدنة واستغلالها. ويبقى هذا مرتبطا بقرار سياسي بعد التعب الذي أصيبت به الأجهزة الأمنية والعسكرية للكيان الصهيوني. يؤكد هذا الوضع المتأزم لذا الكيان هو الاحتجاجات المتتالية داخل ساكنة الكيان من أجل إيقاف العدوان وتحرير الرهائن، وإسقاط حكومة نتنياهو المجرم. ومن الجانب الفلسطيني فقد استشهد أكثر من 38 ألف، وأصيب أكثر من 87 ألف ناهيك عن المفقودين تحت الركام. ومازالت المقاومة تكبد العدو الصهيوني خسائر متعددة. هذا ما جعلهم يعجلون بوقف العدوان. نشير إلى أن وزير الخارجية البريطاني الجديد دعا إلى اتخاذ موقف متوازن تجاه هذا الصراع. وسماها الحرب في الشرق الأوسط مطالبا شروع المملكة المتحدة من التفاوض الخارجي. لأن الداعمين للكيان الصهيوني في ورطة بين الاستمرار في دعم العدو ومواجهة الانتفاضات الداخلية التي تدعم الحق الفلسطيني في بلاده المغتصبة من قبل المحتل الصهيوني. لهذا كله فالمقاومة لا تريد أي وصاية على قطاع غزة. وذلك هو مربط الفرس. الحرية ولا شيء غير الحرية وممارسة السيادة التي انتهكت منذ الاحتلال البريطاني سنة 1920 ومازال يمارسها الكيان الصهيوني منذ 1948. إنها مقاومة العزة والشرف والكرامة تجاه الغطرسة الصهيونية. والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين والله لا يصلح عمل المفسدين.