في ظل تركيز عامة الناس على الوصف والملاحظة ومظاهر الأزمات فقط فصعب أن نتقدم بمدينة خريبكة وعلينا تجاوز ذلك إلى الشرح والتحليل ومعرفة الأسباب الحقيقية وراء التخلف والترييف الموجودان بمدينة خريبكة،وكل شخص يتعامل مع الواقع بسطحية ولم يكمل دراسته إلى النهاية فصعب أن يفهم ما يجري فوق تراب مدينة وإقليم خريبكة. من أسس التحضر والرقي والتقدم أن يتكلم كل فرد بمدينة خريبكة في تخصصه فقط،وللحوار والتواصل مع الناس أساليب راقية منها القراءة الكثيرة والإطلاع الواسع حول موضوع النقاش وأن يكون الإحترام المتبادل إلزامي بين المتحاورين لأن تبيان الحق يحتاج إلى الادلة فقط ولا يحتاج إلى الوقاحة وقلة الأدب وسب الناس والتنقيص منهم دون وجه حق. احتلال بعض أصحاب المقاهي والمطاعم والمتاجر للأرصفة وللملك العمومي تصرف وسلوك مستفز لا معنى له ويدل على الاستهتار بالقانون،ونفس الشيء يقال عمن يريد الحصول على آية منافع مادية أو معنوية دون استحقاق،ومن الأسباب التي تجعل قيم الشح والبخل والجشع موجودة في لاشعور بعض التجار أن قيم الأمانة والصدق والإخلاص، ومراقبة الله واحترام القانون لم يتربوا عليها منذ صغرهم ثم شبابهم إلى اليوم وما زياداتهم غير المشروعة على المواطنين إلا مظهر يدل على ذلك. المشاكل الموجودة بمدينة واقليم خريبكة كثيرة منها ضعف الإحترام المتبادل بين مكونات الساكنة أفقيا وعموديا، وعدم تحمل أفراد الساكنة للمسؤولية على اختلاف مواقعهم ومناصبهم،مؤسف حقا أن يحصل بعض المسؤولين والمنتخبين على تعويضات مالية كبيرة باستمرار رغم أنهم لم يقدموا آية حلولا ناجعة لمدينة واقليم خريبكة وساكنتهما وإتقان الأعمال من واجبات الجميع لكن في ظل وجود ركود اقتصادي واجتماعي وثقافي وسياسي بمدينة وإقليم خريبكة منذ عدة سنوات إلى اليوم فالأولى أن يكون تفكير جماعي في خلق دينامية وحركية وفعالية تعود على جميع أفراد ساكنة مدينة وإقليم خريبكة بالنفع . للأسف فبعض المنتخبين يستكثرون على ساكنة مدينة وإقليم خريبكة التحضر والرقي والتقدم والتنمية فتجدهم عوض أن يقومون بواجباتهم وبجهود جبارة ويجلبون مستثمرين مغاربة وأجانب لينجزوا مشاريع تنموية جديدة لتشغيل حامي الشواهد والدبلومات ويتبنوا عشرات المقترحات التي يتقدم بها فاعلين اجتماعيين وثقافيين وسياسيين وينزلونها في أرض الواقع خاصة أنها لم تكلفهم أي درهم عوض ذلك نجد بعضهم حربصين على قضاء المآرب الشخصية ولم نسمعهم يتكلمون في لايفات عن حاضر ومستقبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية بمدينة وإقليم خريبكة وكأن تنمية المدينة مسألة لا تعنيهم. ستنصلح أحوال الساكنة بمدينة واقليم خريبكة إذا أخذوا بأسباب القوة والتفوق والغنى وأخذوا بالأسباب المادية واحترموا السنن الكونية واكملوا دراستهم إلى النهاية وحاربوا التواكل والعجز والكسل في أنفسهم وأسرهم لأنه لا أحد يستطيع أن يشعر بمعاناة الفقراء وصعوبات حياتهم إلا هم أنفسهم وعليهم بذل جهود كبيرة للخروج من أزماتهم ومحنهم وفقرهم إلى الغني والدين الإسلامي يطلب منا ذلك. عندما يكون شعار الجميع هو الجد والاجتهاد والجدية ومحاربة كل مظاهر التخلف والجهل ،والفقر والمرض والفوضى واللاإحترام في الواقع والانترنيت بمدينة واقليم خريبكة فسنتقدم أكيد ولا أحد معفي من بذل جهود لحصول ذلك،وعلى العقلاء بمدينة واقليم خريبكة ألا يضيعوا الأوقات في مشاهدة المباريات الرياضية في المقاهي أو يعجبوا بهذا الفريق الكروي والفريق الآخر لأن أساس التقدم والازدهار والنجاح فرديا وجماعيا هو الوعي والمعرفة والثقافة والتربية الجيدة وهجران كل أشكال التفاهة وسيحصل ذلك عندما يصبح الإنسان الخريبكي غاية وليس فقط رقم انتخابي. مؤسف حقا أن تكون المكتبات العامة والخاصة بمدينة خريبكة والدار البيضاء والرباط مليئة بكتب جيدة ومتقدمة وفي الوقت نفسه نرى الآلاف من المراهقين والتلاميذ والطلبة ذكورا وإناثا بمدينة خريبكة مدمنين على هواتفهم ولا توجد لديهم رغبة في قراءة كثير من الكتب الورقية والإلكترونية باعتبارها وسيلة للتثقيف الذاتي وبدل ذلك نلاحظ بأن كثير منهم متواكلين ويضيعون أوقاتهم في الألعاب الإلكترونية وتصفح الانترنيت وبعضهم بالكاد يراجع بعض دروسه وكل ذلك يدل بأن مستقبل مدينة وإقليم خريبكة سيكون سيئا لأن رجال المستقبل فارغين ولا تتوفر فيهم صفات القيادة بالمرة وكثير منهم فاشل على عدة مستويات. كل مراهق وشاب بمدينة خريبكة يضحك ملء شدقيه وينام ملء جفنيه ويأكل ملء فيه ويضيع أوقاته،وغير جاد ويخوض مع الخائضين طول يومه،ويسهر لوقت متأخر من الليل كي يلعب في الانترنيت مع رفاقه فلن يبني مجدا ولن يصنع حضارة وهو مصيبة على والديه ومجتمعه ولا خير فيه،كما أنه بسبب قلة الوعي وضعف التربية عند شريحة مهمة من المتقطعين عن الدراسة نلاحظ بأنهم يسبون الناس ويستفزونهم وينقصون منهم في الواقع والانترنيت بمدينة واقليم خريبكة دون وجه حق ورغم ذلك يقول بعض أفراد الساكنة بأننا( بخير والعام زوين وكلامهم زور وبهتان وكذب فقط). كما أن الركود الموجود في أنشطة مكاتب الأحزاب السياسية وشبيباتها وجمعيات المجتمع المدني بمدينة وإقليم خريبكة لا معنى له ويدل على عدم القيام بالواجبات وعلى خيانة الأمانة وبعض الأنشطة تمر في تكتم شديد ولا نعرف عنها شيئا إلا عند نهايتها وكل ذلك أمر سيء،وفي ظل عزوف أغلب مكونات الساكنة عن القراءة وعن الاهتمام بالشأن العام المحلي والاقليمي والجهوي فصعب أن يحدث أي تغيير أو إصلاح لأن سقف التغيير أن يغير كل شخص نفسه إلى الأفضل وأن يكون سيدا عليها وشيء جميل بأن يكف كل فرد من الساكنة شره عن الآخرين.