عبر فلاحون في منطقة دكالة عن استيائهم الكبير، من "كساد مفاجئ"، طال محصول الطماطم هذا الموسم أيام قليلة على مرور عيد الأضحى، وتزامنا مع ارتفاع أسعارها بالأسواق المغربية حيث تتراوح أثمنتها ما بين 6 إلى 7 دراهم في عدد من نقط البيع بالتقسيط.ودفع هذا الوضع الصعب فلاحين بالمنطقة إلى اتخاذ "خطوات يائسة" برمي كميات كبيرة من الطماطم للماشية، بعدما أصبحت غير قابلة للبيع في الأسواق. وفي ظل الوضع الصعب الذي يواجهه الفلاحون بمنطقة الواليدية، مع وجود كميات كبيرة من المحاصيل غير المباعة من الخضروات وعى رأسها الطماطم، وضغوط مالية تجبرهم على تسريح عشرات العمال الموسمين، ناشدد عدد من الفلاحين الجهات المعنية، وخاصة وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات للتدخل وإيجاد حلول لهذه الأزمة الحادة، التي تهدد عشرات الفلاحين بمنطقة الواليدية. وأكد أحمد بوقنادل، فلاح من منطقة دكالة أن الفلاحين بالمنطقة يواجهون وضعا صعبا، وأوضح أن الطماطم، كانت جاهزة للجني منذ فترة عيد الأضحى، ولم مع ذلك لم يتمكن الفلاحون من بيع حتى صندوق واحدا لحد الآن، لافتا إلى أن الفلاحين يعانون من الأضرار منذ ستة أشهر دون أي دعم حكومي يذكر. وأضاف: "تكلفة الأدوية الزراعية مرتفعة للغاية، والسوق الداخلية توقفت تماماً عن الشراء." وكشف المصدر ذاته، أن لديه الآن حوالي 50 طن من الطماطم المتكدسة دون إمكانية بيعها، مما يضعه في موقف صعب، وأورد: "نضطر الآن إلى تسريح العمال لعدم توفر موارد مالية متحصل عليها من مبيعات الطماطم لدفع أجورهم"، مسجلا أن هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة تجبر الفلاحين على اتخاذ خطوات قاسية، وتبرز الحاجة الملحة لتدخل السلطات لإيجاد حلول عاجلة لإنقاذ القطاع الزراعي في المنطقة. وفي السياق ذاته، صرح أحد الفلاحين في منطقة الواليدية، لجريدة "العمق" حول الأزمة الزراعية التي يعانون منها قائلاً: "الطماطم متوفرة بكثرة ولم يقتنها أحد، مما دفعنا إلى إطعامها للبقر"، مردفا " العمال بدأوا في الرحيل بسبب عدم تلقيهم للأجور، وأقل فلاح لديه الآن ألف صندوق من الطماطم لم يشتره أحد." وأضاف المتحدث ذاته: "الأزمة لا تقتصر على الطماطم فقط، بل تشمل أيضاً خضروات أخرى مثل الباذنجان والفلفل، حيث أصبح سعر الصندوق الواحد من الباذنجان والفلفل 10 دراهم فقط، بينما الطماطم لم يساومنا فيها أحد." الفلاحون ناشدوا السلطات المحلية والمختصين لإيجاد حلول عاجلة، لإنقاذ المحصول وكذا دعمهم وتفادي تكرار مثل هذه الأزمات في المستقبل.وأكد عبد الرزاق والي، رئيس جمعية الولجة لمنتجي البواكر بولاد غانم، أن وفرة إنتاج الطماطم يعود إلى الدعم الذي قدمته الدولة للفلاحين، وأن ضعف الإقبال عليها يرجع إلى التزامن مع عيد الأضحى وسفر الكثير من المواطنين، ما أدى إلى انخفاض استهلاكهم المعتاد. وفي تعليقه على كساد الطماطم بمنطقة الواليدية، أوضح والي، ضمن تصريح ل"العمق"، أن الأزمة لا تقتصر على منتجات الطماطم فحسب، بل تشمل أيضاً محاصيل أخرى مثل الباذنجان والخيار وبعض المنتجات الموسمية. وتقدر خسائر الفلاحين بالملايين، حيث لم يتم بيع 95 بالمئة من المحاصيل. ويرى رئيس جمعية الولجة لمنتجي البواكر، أن الفلاحين الذين يزرعون الطماطم قد لا يرغبون في زراعتها مرة أخرى بعد هذه الأزمة، وطالب بدعم حكومي إضافي في مجالات الأدوية الزراعية والبذور، مع تكثيف مراقبة الأسعار، مشيرا إلى أنه "من غير المعقول أن يصل سعر لتر واحد من المبيد إلى 4 آلاف درهم أو أكثر".