وسط أجواء احتفالية استعراضية، انطلقت مساء الخميس، فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، بموكب شعبي تقليدي، يضم فرق فلكلورية، تعكس تنوع التراث الثقافي بالمغرب. واستمتع الجمهور، الذي احتشد على جنبات مسار الموكب، بلوحات استعراضية انطلقت من "باب دكالة"، وصولاً إلى منصة "مولاي الحسن"، حيث أعلن المنظمون عن انطلاق أحد أكبر المهرجانات الموسيقية بالمغرب. ودشن حفل الافتتاح، كل من مستشار الملك محمد السادس، أندري أزولاي، ورئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، والسفير الأمريكي بالرباط، بونيت تالوار، ووزير الثقافة محمد مهدي بنسعيد، ومديرة مهرجان كناوة، نائلة التازي، ومريم بنصالح، سيدة أعمال، إلى جانب شخصيات أخرى. وأمام منصة "مولاي الحسن"، عاش الجمهور بمختلف أجياله، لحظات ماتعة، خلال حفل الافتتاح، الذي يحمل شعار "التآخي العابر للمحيط عبر الإيقاعات"، وهو باكورة إقامة فنية استثنائية، بين المعلمين حسن بوصو مولاي الطيب الذهبي ومجموعة "ديمانلي" ونينو دو لوس رييسس، فضلا عن مارتينيز وإيلي آيي. وقالت نائلة التازي، مديرة مهرجان كناوة: "نحتفل اليوم بانطلاق الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة. المهرجان أصبح حدثا تاريخيا يشهد على استثنائية وتنوع ثقافتنا في المشهد الفني العالمي". واعتبرت التازي أن "المهرجان أصبح مدرسة حية للإشعاع الفني وللتعايش بين الثقافات، بفضل مجهودات الجميع وخاصة ساكنة الصويرة، نجح المهرجان في إبراز فن وثقافة كناوة، حيث جذب الفنانين والجمهور من جميع أنحاء العالم". ولفتت التازي إلى أن "تسجيل كناوة كتراث عالمي لامادي لدى اليونسكو يعبر عن اعتراف دولي بقيمته الفنية والثقافية في بلد أصبحت فيه الصناعة الثقافية والإبداعية رافعة للنمو الاقتصادي تماشيا مع التوجيهات الملكية للملك محمد السادس ". وتابعت بالقول إن "التزام المغرب بالمحافظة على التراث وإشعاعه على الصعيد الدولي يجسد الحرص المولوي الدائم على تعزيز الهوية المغربية والانفتاح على مختلف الثقافات. وفي هذا السياق، أثبت مهرجان كناوة أن الثقافة ليست مجرد ترف بل هي قوة حقيقية ورافعة أساسية للتنمية". وفي ختام حديثها، استرسلت مديرة مهرجان كناوة بالقول: "بنفس روح السلام، نستضيف هذه السنة أكثر من 14 دولة، وأنا على يقين أن هذه الدول ستكون في مستوى تطلعات الجميع". تجدر الإشارة إلى أن برنامج المهرجان يجمع أكثر من 400 فنان من 14 دولة، كما يتضمن 53 حفلا موسيقيا ومنتدى لحقوق الإنسان، وبرنامج تكويني مع مؤسسة كلية بيركلي للموسيقى، وموائد مستديرة حول ثقافة كناوة، ومعرض فني مشترك لتقديم أعمال فنانين مغاربة. تفاصيل أكثر في هذا الروبورتاج: