دحض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المزاعم حول تورطه في شبكات غسيل أموال تعمل في الملاذات الضريبية، وأكد أن الفضيحة التي أطلقت عليها تسمية "أوراق بنما" صنيعة دوائر أمريكية رسمية. وقال بوتين خلال مشاركته في المنتدى الإعلامي للجبهة الشعبية لعموم روسيا المنعقد في سان بطرسبورغ أمس الخميس: "إنكم كلكم المجتمعون هناك صحفيون وتعرفون جيدا ما هي السلعة لاإعلامية". وذكر الرئيس بأن اسمه غير وارد في الوثائق التي تم تسريبها والتي أطلق عليها "أوراق بنما"، نسبة لما قيل عن تبعية هذه الوثائق لشركة بنمية تقدم الخدمات القانونية لتسجيل شركات في الملاذات الضريبية "الآمنة" (أفوشور). وتابع: "وما فعل هؤلاء؟ أنتجوا سلعة إعلامية! بل وجدوا عددا من معارفي وأصدقائي وفبركوا شيئا ما". واستغرب بوتين من ظهور صورته على الصفحات الأولى لوسائل الإعلام التي نشرت نتائج التحقيقات في فضيحة "أوراق بنما"، رغم عدم وجود أي دلائل على ضلوعه في الفضيحة. واستطرد قائلا: "تقدم هذه المعلومات بهذا الشكل، فيقولون: هناك صديق ما للرئيس الروسي فعل شيئا.. ويبدو أن هناك مظاهر فساد. أي مظاهر؟ لا توجد هناك أي مظاهر!". وأعاد إلى الأذهان أن موقع "ويكيليكس" أكد أن مسؤولين أمريكيين ودوائر أمريكية رسمية يقفون وراء هذا التسريب. وكشف أن بعض المسؤولين الأمريكيين قدموا اعتذارا لموسكو، وذلك "ليس لأنهم شعروا بالعار، بل لأنهم أكثر ذكاء بالمقارنة مع أولئك الذين عملوا (هذه الفضيحة)". واعتبر بوتين أن هذا الهجوم الإعلامي يأتي في سياق محاولات زعزعة الوضع الداخلي في روسيا. وأشار بوتين بشكل خاص إلى أحد الأشخاص المذكورين في "أوراق بنما" وهو عازف التشيلو سيرغي رولدوغين. وقال إنه فخور بصداقته مع رولدوغين وأمثاله من الشخصيات الروسية الرائدة. وأكد أن هذا الموسيقار المعروف ينفق كافة الأموال التي يكسبها خارج روسيا على اقتناء آليات موسيقية ثمينة، يسلمها لاحقا لمعاهد موسيقية حكومية، كما أنه ينظم حفلات موسيقية، وينخرط في الترويج للثقافة الروسية في الخارج، وينفق على ذلك أمواله الخاصة. وتابع بوتين أن العديد من الفنانين الروس ينخرطون في مشاريع أعمال. وقال إن رولدوغين، حسب علمه، مساهم في إحدى الشركات الروسية، لكنه دحض ما زعم حول حصول الموسيقار على ملايين الدولارات، قائلا: "إنه هراء مطلق". يذكر أن العديد من وسائل الإعلام العالمية نشرت الأحد الماضي تحقيقا استنادا إلى 11,5 مليون وثيقة مسربة تحتوي على معلومات حول تورط زعماء حاليين وسابقين في العالم في تهريب وغسيل الأموال. وقام الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، بإعداد هذا التحقيق على أساس ما أطلق عليها "أوراق بنما"، وهي وثائق قيل إنها مهربة من شركة "Mossack Fonseca" التي تقدم الخدمات القانونية لتسجيل شركات في الملاذات الضريبية "الآمنة". لكن الشركة رفضت تأكيد تبعية الوثائق لها. يذكر أن الاتحاد أنشأ موقعا إلكترونيا خاصا ب "أوراق بنما". وعلى الصفحة الأولى في الموقع نشر مقالا تحت عنوان "كلهم رجال بوتين: بيانات سرية تكشف عن شبكة مالية مرتبطة بالزعيم الروسي"، وذلك على الرغم من عدم ورود اسم بوتين في أي من الوثائق. وينطلق المحققون في استنتاجاتهم مما قيل عن علاقات صداقة تربط بين بوتين ورجال أعمال روس كانوا من زبائن شركة "Mossack Fonseca". وتطال الفضيحة 12 من الزعماء الدوليين الحاليين والسابقين، بالإضافة إلى 128 سياسيا أو مسؤولا وردت أسماؤهم بشكل مباشر في الوثائق. وليس بوتين من هؤلاء. روسيا اليوم