"من فريق ينافس على كل شيء في بداية الموسم إلى فريق فقد كل شيء"، هذا هو حال نادي الوداد الرياضي في الموسم الرياضي الكروي الحالي، بعد خروجه من جميع البطولات التي نافس عليها هذا الموسم، في وقت تواصل إدارة الفريق الأحمر مسلسل البحث عن مدرب جديد. آخر أوجه فشل النادي الأحمر هو الإقصاء من مسابقة كأس العرش، أمس الأحد، من سدس عشر الكأس الفضية بعد الهزيمة من شباب السوالم، بهدف دون رد، ليتواصل مسلسل الخيبة في موسم للنسيان خرج فيه زملاء القائد يحيى جبران من جميع البطولات الممكنة بخفي حنين. وبهذا الخروج المبكر، تكرست عقدة الوداد في مسابقة كأس العرش حيث غاب عن التتويج باللقب منذ 24 سنة، إذ يعود آخر تتويج لسنة 2001 بعد تغلبه في النهائي الذي جمعه بالمغرب الفاسي بمركب مولاي عبد الله بالرباط، بهدف "ذهبي" وقعه لاعبه السابق محمد العنصري في الوقت الإضافي. وبذلك، أصبح فريق الوداد الرياضي مهددا بالغياب عن البطولات القارية الموسم المقبل للمرة الأولى منذ موسم 2014/2015، حين فشل في التأهل لدوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية، إذ كان يمني النفس في أن يقوده التتويج بكأس العرش للتأهل لكأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. ويعود آخر غياب للوداد الرياضي عن المسابقات القارية لموسم 2014/2015 حين أنهى الموسم الذي قبله بالبطولة الوطنية في المركز السادس برصيد 43 نقطة، علما أن الفريق الأحمر مازال يملك، على غرار باقي الأندية الوطنية، 6 مباريات بالبطولة الاحترافية من أجل المنافسة على المركز الثالث لضمان التأهل لكأس الكونفدرالية الإفريقية الموسم المقبل، في ظل صراع محتدم مع الفتح الرياضي ونهضة بركان وأولمبيك آسفي. وفشل الوداد الرياضي في التأهل لربع نهائي النسخة الحالية من دوري أبطال إفريقيا، بعد احتلاله المركز الثالث في مجموعته، بينما تأهل من نفس المجموعة كل من أسيك أبيدجان الإيفواري وسيمبا التنزاني، حيث حسم هذا الأخير المركز الثاني على حساب الوداد بأفضلية المواجهات المباشرة بين الفريقين. النادي الأحمر، الذي عقد بحر الأسبوع الماضي جموعه العامة المتأخرة، خاض أول لقاء تحت الرئاسة الفعلية لرئيسه الجديد الذي تم انتخابه في الجمع العام الاستثنائي، عبد المجيد البرناكي، ووعد بالعمل على إعادة الفريق لسكة الألقاب. ويمر الوداد الرياضي بظروف غير اعتيادية هذا الموسم في ظل عدم استقرار إداري بعد اعتقال رئيسه، سعيد الناصيري، في قضية ما يعرف ب"اسكوبار الصحراء" وعدم استقرار فني بتعاقب عدد من المدربين على الإشراف على إدارته الفنية. مدرب جديد إلى ذلك، فتحت إدارة الوداد الرياضي قنوات التواصل مع مجموعة من المدربين قصد الإشراف على الدفة الفنية للفريق الأحمر في الفترة المقبلة خلفا للتونسي، فوزي البنزرتي، الذي جرى الانفصال عنه بسبب سوء النتائج. ويطمح المكتب المديري للفريق، بقيادة عبد المجيد البرناكي، لضمان استقرار الجهاز الفني وتجنب التغيرات الفنية التي عرفها الفريق في الموسمين السابقين، حيث تعاقد الوداد مع 8 مدربين منذ رحيل وليد الركراكي. وفي هذا الصدد، أوضحت مصادر لجريدة "العمق" أن الوداد سيحسم في هوية مدربه الجديد في غضون أسابيع قليلة، مشيرة إلى أن الاسم الذي سيتم التعاقد معه سيكمل الموسم الحالي، ويتولى قيادة الفريق في مشروع طويل الأمد بهدف الاستعداد للموسم المقبل خاصة أن الوداد مقبل على المشاركة في مونديال الأندية صيف سنة 2025. الفريق الأحمر وضع لائحة بأسماء مجموعة من المدربين لتولي الدفة الفنية للفريق، من بينهم الجنوب إفريقي، بيتسو موسيماني، والبرتغالي كارلوس كيروش، ومواطنه ألكسندر سانتوس، مدرب بيترو أتلتيكو الأنغولي، في ظل صعوبة التعاقد مع الإطار الوطني، الحسين عموتة، المرتبط بعقد ومشروع طويل الأمد مع المنتخب الأردني. ويحتل الوداد المركز الخامس في جدول ترتيب أندية البطولة الاحترافية لكرة القدم برصيد 37 نقطة، بفارق 21 نقطة عن الجيش الملكي المتصدر، علما أن الفريقان سيلتقيان في الجولة المقبلة.