كشف مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، تفاصيل حصوله على شهادات ال"إيزو" لتدبير الجودة والبيئة والصحة والسلامة، كأول مجلس ترابي بالمغرب يحصل على هذه الشهادة الدولية. ويتعلق الأمر، بشهادة إيزو 9001 إصدار 2015 التي تهم الجودة، وإيزو 14001 إصدار 2015 التي تتعلق بالبيئة، ثم إيزو 45001 إصدار 2018 التي تتعلق بمعيار الصحة والسلامة المهنية. جاء ذلك في حفل الإعلان على حصول مجلس الجهة على شهادات ال"ISO"، اليوم الخميس، بمقر إدارة مجلس الجهة. وقال مجلس الجهة إنه بادر إلى إطلاق ورش لإنجاز منظومة مندمجة للتدبير وفق معايير الجودة والسلامة والبيئة "SMI-QSE"، بهدف إرساء قواعد تخص البرمجة، وتقييم الإنجاز، والتطوير المستمر للأداء.
وأوضح المجلس أن من أهداف هذا الورش، أيضا، تجويد إطار العمل مع الحفاظ على البيئة، والحرص على شروط الصحة والسلامة، وتنفيذ مبادرات لحماية الموارد الطبيعية المحلية وتعزيز الممارسات المستدامة وتقليل الأثر البيئي للأنشطة الاقتصادية للمجلس وفق معيار "ISO 14001". وأشار إلى أنه كان يرمي إلى تعزيز علاقات الجهة كشريك ّأساسي لمختلف الفاعلين الترابيين، وتحفيز وتطوير الرأس المال البشري بإدارة الجهة، إلى جانب الانخراط في التحول الرقمي للإدارة الجهوية. وبحسب مجلس الجهة، فإن هذا الورش انطلق بداية من خلال ممارسة التحليل الاستراتيجي لمعرفة نقط القوة والضعف، وبسط التحديات، واستشراف الفرص، وتوقع المخاطر المتعلقة بمجلس الجهة. وكذا التتبع والاستجابة لمختلف تطلعات الجهات الفاعلة والشريكة. كما تواصل هذا الورش عبر تنزيل مصفوفة من الإجراءات العملية تضمنت تطبيق وتطوير منظومة الوثائق (مصفوفة العمليات والمساطر)؛ وإنجاز الإجراءات الصادرة عن دراسة الأثار البيئية لأنشطة ومهام المجلس، يضيف المصدر ذاته. وأشار إلى أن الإجراءات توخت أيضا اليقظة القانونية؛ وتتبع مؤشرات الأداء؛ ودراسة الهيكل التنظيمي الحالي؛ وتجويد بطائق المهام الخاصة بالموظفين؛ والقيام بالافتحاص الداخلي بصفة دورية. كما توخت تنزيل مشاريع التنمية الجهوية وفق منهجية التدبير المندمج؛ وإحداث منصة لتتبع إنجاز برنامج التنمية الجهوية؛ والتدبير والأرشفة الإلكترونية للوثائق؛ ورقمنة مصفوفات ومساطر العمل. وأشار مجلس الجهة إلى هذه الجهود المتواصلة تكللت بحصول مجلس الجهة، يوم الخميس 28 دجنبر 2023، كأول جماعة ترابية على الصعيد الوطني، على شهادات ال"ISO" الثلاث. واعتبر المجلس أن هذت التتويج "يمثل خطوة استراتيجية في مسار متواصل لبناء منظومة متكاملة وفعالة للحكامة الجيدة". وأضافت أنه "يجسد الالتزام القوي لمجلس الجهة في تحقيق أهداف الشراكة العالمية من أجل الحكومات المنفتحة على صعيد تعزيز الشفافية والنزاهة وإرساء ثقافة المساءلة والمحاسبة وتسخير أدوات الرقمنة لإرساء إدارة مواطنة منفتحة ودامجة". وشدد المجلس على أن "الغاية الأسمى لمجلس الجهة، تبقى من خلال الانخراط في ورش الإشهاد لمعايير ISO، باعتباره ركيزة استراتيجية للحكامة الجيدة، والتي من شأنها أن تعود بالكثير من النفع على الساكنة المحلية، هو تحقيق أهداف التنمية المستدامة على مستوى تراب الجهة بما ينسجم مع تطلعات المواطنات والمواطنين ويتماشى مع تعزيز منظومة الحكامة والتجويد المستمر للأداء". وبحسب مجلس الجهة، فإن هذه الخطوة تأتي "استلهاما لتوجيهات الملكية الداعية إلى الرفع من نجاعة المؤسسات، وإنجاز ثورة حقيقية ثلاثية الأبعاد في القطاع العام: ثورة في التبسيط، وثورة في النجاعة، وثورة في التخليق" والحاثة على ضرورة تغيير وتحديث أساليب العمل والتحلي بالاجتهاد والابتكار في التدبير العمومي، في إطار الإصلاح الشامل والمندمج للإدارة العمومية، باعتباره يكتسي طابعا استعجاليا". وأشار إلى وعي المجلس ب"لمكانة الدستورية والأدوار الريادية التي تضطلع بها الجهات كجماعات ترابية تحتل مكانة الصدارة على مستوى التنمية الشاملة والدامجة والمستدامة بالمملكة المغربية، في إطار الورش الوطني المتواصل للجهوية المتقدمة". وأبرز أنه قام بهذه البادرة "سعياً منه لإرساء منظومة فعالة للحكامة الجيدة تتيح لجهة طنجةتطوانالحسيمة، أن تحقق أعلى معايير الفعالية والنجاعة وتحقيق الأثر في كل برامجها ومشاريعها وتدخلاتها التنموية". وشدد مجلس الجهة على إيمانه ب"ضرورة تحسين جودة الخدمات العمومية، وتمكين عموم المواطنات والمواطنين من الاستفادة منها بشكل أفضل، وذلك التزاما بالاستجابة لتطلعات الساكنة وتحسين ظروف العيش". وكان رئيس مجلس الجهة، عمر مورو، قد تسلم إلى جانب والي الجهة الجديد، يونس التازي، شهادة ال"إيزو" المذكورة، خلال انعقاد الدورة العادية لشهر مارس، الإثنين المنصرم، والتي عرفت المصادقة على 52 نقطة تتضمن عددا من المشاريع والاتفاقيات في مجالات اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية ورياضية.