بعد عام 2023 الذي شهد أعلى مستويات الجفاف، نضطر إلى فرض قيود على استهلاك المياه في أراضينا. اعتمادا على عائدات السياحة، نتساءل كيف يمكننا جذب السياح في ظل نقص المياه. لقد راهن المغرب على أن يصبح وجهة سياحية عالمية. وهو الرهان الذي نجح في النهاية، حيث أصبحت البلاد اليوم وجهة سياحية يزورها عدد كبير من الزوار سنويًا، وتجذب السياح الأوروبيين والعالميين المفتونين بالتجربة المغربية لقضاء العطل. ومع ذلك، فإن هذا التراث السياحي مهدد بسبب الجفاف المستمر منذ عدة سنوات. عام متناقض بالنسبة للوجهات السياحية التي تسعى إلى تحطيم الأرقام القياسية المسجلة خلال عام 2023، في حين يتعين عليها أن تأخذ في الاعتبار القيود المفروضة على المياه التي تؤثر بالفعل على حياة سكانها. في جميع أنحاء المغرب، تصدعت التربة بسبب عدم هطول الأمطار الكافية، نتيجة لتغير المناخ الذي يؤثر على البلاد بشكل كبير. ومنذ مدة، انقطع الماء في الليل في بعض المناطق. ويشكل هذا النقص في المياه تحديا أمام السياحة، وهو قطاع رئيسي في الاقتصاد الوطني. إذا انقطعت المياه، فهل سيستمر السياح في القدوم؟ وهل سيقبلون عدم توفر الماء للاستحمام في بعض الأوقات أو عدم توفر الماء في حمامات السباحة الخاصة بالبيوت المستأجرة؟" حلول مبتكرة نرى أن مشكلة استهلاك المياه تطرح بشكل مختلف اعتمادًا على نوع الإقامة: من 300 لتر يوميًا للشخص الواحد في فندق ثلاث نجوم إلى ما يقرب من 700 لتر في فندق خمس نجوم الفندق. وعلى سبيل المقارنة، إدا قرر المسؤولون على قطاع الماء بالفعل تقنين الاستهلاك بتحديد حجم اللترات من المياه يوميًا لكل ساكن سيكون من المجحف أن تتوفر المياه للسياح وليس للسكان المحليين. لكن في العام الماضي، دخت السياحة مبالغ هامة من العملة الصعبة بخزينة الدولة وخلقت الآلاف من فرص الشغل. هذه المكاسب مهددة إذا لم يعد القطاع قادرًا على الترحيب بالزوار بشكل صحيح. ولذلك فإن قطاع الفنادق مليء بالإبداع لتوفير المياه بأي ثمن: تركيب محطات جديدة أقل إهدارًا، وتقليل ضغط الأنابيب، وحتى إزالة سدادات حوض الاستحمام لمنع الاستحمام. تدرس الإمكانية بشكل عام لإنشاء محطات متنقلة لتحلية المياه أو حتى نقل المياه بالقوارب ووسائل أخرى. * أستاذ باحث بالكلية المتعددة التخصصات بأسفي