أرجأت الجزائر، بشكل مفاجئ، زيارة وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، قبل 12 ساعة فقط من موعدها، وكان تشبث مدرير بموقفها الداعم للمقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء، أحد أسباب إلغاء الزيارة بحسب ما كشفت وسائل إعلام إسبانية. وكانت إسبانيا تراهن على هذه الزيارة، التي كانت مقررة اليوم الإثنين، لإجراء مصالحة دبلوماسية بين البلدين بعد أكثر من سنتين من الأزمة، لكنها تلقت مساء أمس الأحد رسالة من مصدر دبلوماسي جزائري يخبرها بإرجاء الزيارة "بسبب مشاكل في الأجندة الزمنية" في البلد المضيف. ولم تقتنع وسائل إعلام إسبانية بالسبب المعلن لتأجيل الزيارة، موضحة أن هناك سببا غير معلن يتمثل في رفض إسبانيا لمراجعة موقفها الداعم للحكم الذاتي باعتباره موقفا "سياديا" لها. واعتبرت صحيفة "إلموندو" الإسبانية أن إلغاء الزيارة بهذا الشكل يمثل انتكاسة لدبلوماسية مدريد، فالزيارة التي أعلن عنها الخميس الماضي، كان يُرَاهن عليها للتطبيع التام للعلاقات بين البلدين بعد قطيعة دامت أكثر من عامين. وكانت إسبانيا، بحسب الصحف الإسبانية، تسعى إلى استعادة العلاقات التجارية بينها وبين الجزائر، التي تضررت منذ تقارب مدريد مع الرباط وإعلانها لموقفها الداعم لمقترح الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء. وكانت إسبانيا قد أعلنت عن زيارة مرتقبة لوزير خارجيتها إلى الجزائر بهدف إنهاء أزمة دبلوماسية دامت لأزيد من سنتين بين البلدين. وحسب ما كشفته جريدة "لاراثون" الإسبانية، حينها، فإن وزير الخارجية الإسباني كان سيلتقي نظيره الجزائري أحمد عطاف، من أجل من مباحثة العلاقات الثنائية وحل الأزمة الدائرة بين الطرفين، خاصة وأن الجارة الشرقية عملت خلال الفترة الماضية على إعادة سفيرها نهاية العام المنصرم، ما نتج عنه استئناف العلاقات التجارية بين البلدين. جدير بالذكر أن زيارة ألباريس لو تمت كانت ستكون الأولى لمسؤول رفيع المستوى إلى الجزائر بعد الاعتراف الإسباني بمغربية الصحراء، وهو الموقف الذي احتج عليه قصر المرادية عن طريق سحب السفير من إسبانيا، كما تم خرق معاهدة حسن الجوار الموقعة بين البلدين قبل عشرين عاما. يشار إلى أن الجزائر ورغم الأزمة، حافظت دون انقطاع على إمدادات الغاز إلى إسبانيا، وهو الأمر الذي لطالما أشارت إليه المملكة الإيبيرية الراغبة في المحافظة على العلاقات المتينة التي أضحت تجمعها بالمملكة المغربية.