حملت النسخة ال34 من منافسات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم المقامة بدولة الكوت ديفوار إلى غاية 11 فبراير الجاري، مفاجآت كثيرة بإقصاء عدة منتخبات قوية خلال الدور الأول، وظهور منتخابات جديدة كانت بالأمس القريب بعيدة عن مراكز التنافس. وكان 24 منتخبا، من بينها 10 منتخبات سبق لها التتويج، فيما زادت قيمة جوائز "الكان" بنسبة كبيرة، والتي أحدثت قبل كأس أوروبا للأمم بثلاث سنوات، وتعد ثاني أقدم تظاهرة قارية بعد كأس أمريكاالجنوبية (كوباأمريكا) التي أحدثت عام 1916. جريدة "العمق" وضمن سلسلة "عين على رياضي"، تسلط الضوء على ما حملته دورة الكوت الديفوار من مفاجآت عبر حوار مع المحلل الرياضي، أمين المجدوبي، قبل إجراء منافسات الدور الثاني من المنافسة. -ما تقييمك لدور مجموعات كأس أمم إفريقيا؟ أعتقد بأن القارة السمراء لم تعد تعترف بمنتخب صغير وآخر كبير، الكل بات سواسية عندما يتعلق الأمر بمنافسة من حجم الكان، فالجميع بات يلعب على قدراته، فحتى المنتخبات التي لاتملك نجوما في صفوفها تعوض الأمر باللعب الجماعي والروح القتالية داخل الملعب. دور المجموعات جاء عكس توقعات العديد من النقاد الرياضيين، كانت فيه مباريات ممتعة وأخرى ممملة، ساهم فيها معاناة عدة منتخبات من ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة وخاصة منتخبات شمال إفريقيا، لكن عموما تبقى نسخة كوت ديفوار قادرة على تقديم مفاجآت آخرى مثلما حدثت في الدور الأول. تقييم دور المجموعات يجب النظر إليه من زوايا متعددة، أبرزها الأداء الذي تم تقديمه في الملاعب والذي كان متوسطا في مجمله، ويجب النظر فيه لحجم المتابعة الجماهيرية في الملاعب والذي لايرقى للتطلعات لمسابقة من حجم كأس إفريقيا. فبإستثناء البلد المنظم والحضور الكبير لجماهيره هناك عزوف عن الحضور لباقي المباريات، في إنتظار أن تتحسن الأمور لما هو أفضل، عموما القارة آلافريقية تبقى بسحرها الخاص وهناك مؤشرات إيجابية تقول بأم الأمور ستكون أفضل في المحطات القادمة، سواء من حيث توقيت المباريات او تجاوز الهفوات التي حدثت لحد الآن. -شهد دور المجموعات مفاجآت كثيرة، كيف يبدو لك الأمر؟ دور مجموعات كأس أفريقيا للأمم شهد بزوغ نجم منتخبات صاعدة في القارة، مثل الرأس الأخضر وغينيا الأستوائية ثم أنغولا. أعتقد بأن خارطة الطريق تغيرت بافريقيا لذكك من الآن فصاعدا لن نشاهد فوز المنتخبات بحصص عريضة،الكل بات يشتغل في القارة السمراء ويولي اهتماما لتكوين اللاعبين، موازين القوى اختلفت كثيرا. ما أفرزته كأس أفريقيا في دور المجموعات من مفاجآت سيتواصل في الأدوار القادمة دون أدنى شك، فعندما تشاهد منتخب موريتاتيا قهر الجزائر بنجومها فأعلم أن هناك متغيرات حدثت، ولم تعد القارة الأفريقي كما قلت سابقا تعرف منتخب صغير واخر كبير، الكل بات بمستوى متقارب. -ما تقييمك للصورة التي ظهر بها المنتخب الوطني؟ في رأيي الشخصي المنتخب المغربي قدم صورة لا بأس بها لحد الآن، بحجم الانتظارات والآمال المعلقة عليه من قبل الجماهير المغربية. للأسف أسود الأطلس يحضرون لل"كان" والكل يتحدث عنهم كونهم رابع العالم، الجميع يريد الفوز عليهم كي يظهر في صورة المنتخب الذي قهر كتيبة وليد الركراكي، لذلك شاهدنا كيف حاول لاعبو الكونغو الديموقراطية استغلال هذا المعطى والانتشاء بالتعادل الذي حققوه ضدنا. عموما المنتخب المغربي ورغم بعض الشوائب التي ترافق طريقة لعبه، إلا أنه احتل صدارة مجموعته ضرب عصفورين بحجر واحد، البقاء في سان بيدرو واستمرار اللعب في ملعب لوران بوكو ثم الإستفادة من ايام راحة أكثر قبل مواجهة جنوب إفريقيا في الثمن. الأهم تحقق بادراك 7 نقاط ومعنويات اللاعبين مرتفعة، والطاقم التقني نجح في عملية تدوير اللاعبين باشراك أكبر عدد منهم في إنتظار أن يواصل الفريق الوطني البصم على أداء مميز ابتداءا من الثلاثاء القادم. -كيف تعلق على عقوبة الركراكي من طرف "الكاف"؟ هي عقوبة مجحفة كما سماها بلاغ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والمؤسف فيها أنها نزلت قبل ساعات من مواجهة المغرب لزامبيا، مايظهر النية المبيتة من أجل التأثير على أسود الأطلس، كان الغرض منها ضرب معنويات المدرب كي يتأثر لاعبوه. لجنة التأديب يرأسها جنوب أفريقيا بالكاف والأمور واضحة باتت فهناك من لايروقه لمعان المغرب على كافة الأصعدة، ويتحين الفرص من أجل الانتقام، لذلك فعدم توقيف اللاعب شانسيل مبيمبا والاكتفاء بتوقيف الركراكي فيه اتهام مباشر للناخب الوطني الذي أعود وأقول أنه كان مطالب بتجاوز ماوقع له من اصطدام مع اللاعب الكونغولي. -المغرب تنتظره مباراة قوية أمام جنوب أفريقيا، كيف تتوقعها؟ المغرب له دين مع جنوب أفريقيا، سيحاول تداركه، البفانا بافانا نسخة طبق الأصل من قريق سان داونز، وعدة لاعبين من هذا الفريق يشكلون النواة الصلبة لهذا المنتخب الذي يلعب بايقاع سريع ومنضبط تكتيكيا. يجب على الركراكي الإحتياط كثيرا من هذا المنتخب وتوزيع المجهود البدني للاعبيه طيلة دقائق المواجهة والعمل على استغلال أنصاف الفرص وكذا الفاعلية الهجومية، مع تحليل طريقة لعب المنافس الذي يعتمد على كرات قصيرة بين لاعبيه والمرور عبر الأطراف. جنوب إفريقيا منتخب أصعب بكثير من المنتخبات التي واجهنا في الدور الأول، والكرة ستكون في معترك وليد وطاقمه كي يظهروا للعالم بأن ماحققه المغرب قي كأس العالم لم يكن صدفة، وأول شيء يجب أن ينطلق بدءا من الفوز على جنوب أفريقيا.