السلوك الاحتجاجي لرجال ونساء التعليم في مرحلة انتقالية: من الاحتجاج من داخل التنظيمات النقابية إلى الاحتجاج من خارجها، يثير جملة ملاحظات سيتم التوقف عندها لاحقا ، لكن ملاحظة أساسية استوقفتني يتعلق الأمر بشعار : التعليم قبل المونديال . اعتقد ان التسرع في اختيار الشعار ، والسرعة في نشره كان سلوكا غير مدروس وهو أمر طبيعي ، غياب سلطة اتخاذ القرار لأن بنية وطبيعة التنسيقيات تسمح بذلك ، القرار فيها مشاع بين الجميع، مما يعني أن الشعار هو من إنتاج " لا – أحد " وفي الوقت ذاته من إنتاج الجميع.(قرارات الجماهير دائما غير عقلانية حسب غوستاف لوبون). خطورة هذا الشعار أنه شعار سياسي بحملة ايديولوجية ، وليس شعارا وظيفيا مرتبط بسياقات الاحتجاج و مطالبه المشروعة ، لان قيمة الشعار في امكانية تحققه و ليس في تعاليه عن الواقع ،وعن الوسائل الكفيلة بتحقيقه . الشعارات تشكل قوة تحفيز ،و بؤرة تفكير جماعي و اطارا لتعبئة الجهود ،و تغذيتها بطاقة اضافية ومستدامة من اجل المزيد من الصمود . لا أحد يستطيع ان ينكر قيمة الشعار ، و اولوية التعليم كرافعة للتنمية باعتراف النموذج التنموي الجديد نفسه ، لكن ان نفكر بمنطق النفي و التناقض، و اعتبار ان تعليم الاجيال مرتبط بالتخلي عن المونديال فالأمر في غاية التبسيط و الاختزال . تنظيم حدث عالمي بهذه القوة هو انجاز يستحق لتقدير و ليس التبخيس والا سنكون امام فرضية ايديولوجيا التوثر واستدامة الازمات والفتن . المونديال مشروع دولة ، لاسيما ان الاعلان ثم عبر بلاغ رسمي من الديوان الملكي . احيانا نحتاج للمقارنة لكي نفهم ، وربما تكون المقارنة شرطا للفهم ، فنظام العسكر بالجزائر فعلوا كل شئ فقط من اجل تنظيم كاس افريقيا ، اما تنظيم كاس العالم فالامر مرتبط له حسابات كثيرة . التنظيم هو اعتراف بقيمة و أهمية بلدنا .وأن تنظيم هذا الحدث هو مشروع يتجاوز الحكومة و هو مشروع دولة أمة. كان سيكون جميلا لو رفع شعار المدرسة و المونديال في أفق نجاح مغربي ، بذلك نضع أنفسنا أمام تحدي وطني يجعل من المدرسة طريقا للنجاح ، و ليس عنصر صراع مع مشاريع وطنية كبرى. درس قطر ، كان درسا بليغا وأن إنجازات المنتخب المغربي جددت وقوت شبكات الانتماء و الهوية للوطن ، لكل المغاربة سواء بالداخل أو الخارج ، فكان الحدث بمثابة مدرسة للقيم الوطنية.