أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية، أمس الخميس، عن تقييدها رسميا لحركة صحراويون من أجل السلام، باعتبارها إطارا سياسيا يدافع عن حقوق الإنسان والحرية، وتم تسجيلها في سجل خاص بالمنظمات الدولية التي تعترف بها الوزارة، تحت رقم التسجيل 627081. واعتبرت الحركة في بيان لها تتوفر جريدة "العمق" على نسخته منه، أن الخطوة التي أقدمت عليها السلطات الاسبانية بمثابة تحول كبير يرتقب أن يضع الحركة في مكانتها الدولية المستحقة، وستواصل العمل وفق خطابها المعتدل والداعي إلى حل سلمي لمشكل "الصحراء الغربية" والذي اقنعت به عديد الفاعلين الدوليين. وفي هذا الإطار، أكد محمد الشريف مسؤول لجنة الخارجية بالحركة في تصريح ل"العمق"، أن هذا الاعتراف من وزارة الداخلية الإسبانية بالإطار السياسي للحركة، خطوة تضع حدا للتشويش على الحركة وخطابها السلمي، ومن شأنها إحداث اضطراب في صفوف الأطراف المستفيدة من بقاء الوضع على حاله في "الصحراء الغربية". كما أوضح المتحدث نفسه، أن اعتراف الداخلية الإسبانية بحركة صحراويون من أجل السلام كإطار سياسي ضمن المنظمات والحركات السياسية الدولية المسجلة في سجلاتها الرسمية، بداية سلسلة جديدة من الاعترافات الدولية بالحركة كطرف سياسي صحراوي استطاع أن يفرض نفسه بقوة في الساحة الإقليمية والدولية. وأضاف المتحدث "وأمام هذه التحديات يتعين التأكيد على أن حركة صحراويون من أجل السلام لا تزال ملتزمة بشكل قوي بالبحث عن حل سلمي، وهدفها الرئيسي هو إنهاء معاناة الصحراويين من خلال بذل الجهود المستمرة لتعزيز السلام والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان داخل المجتمع الصحراوي". واعتبر القيادي في الحركة، أن الاعتراف الإسباني الرسمي بحركة صحراويون من أجل السلام، "اعتراف بنهاية أكذوبة أن البوليساريو ممثل شرعي وحيد وأوحد للصحراويين، فإسبانيا باتت تؤمن اليوم أكثر من أي وقت مضى بتنوع تمثيليات الصحراويين، عكس ما تروجه البوليساريو من خطابات رفض الديمقراطية والتعددية السياسية خارج إطارها". وسبق أن نظمت حركة صحراويون من أجل السلام، خلال نهاية شهر أكتوبر الماضي ندوة دولية حول الحوار والسلام في المنطقة، أعلنت خلالها على لسان سكريتيرها الأول الحاج أحمد باريكلا عن مقترحها لحل قضية الصحراء المغربية، إذ اعتبرت الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب منطلقا أساسيا نحو الحل النهائي والدائم. جدير بالذكر، أن الحزب الاشتراكي الإسباني ممثلا في رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسي ثاباتيرو، وشخصيات سياسية وحكومية سابقة تجهر بدعمها السياسي الكامل للحركة كطرف سياسي ثالث، مستقل عن جبهة البوليساريو والمغرب ويفرض صوته في المشهد السياسي بالصحراء المغربية.