أشاد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، بعملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ضد إسرائيل، يوم 7 أكتوبر الجاري، والتي خلفت أزيد من 1400 قتيل إسرائيلي وآلاف الجرحى ومئات الأسرى. وقال ابن كيران خلال اللقاء العادي للجنة الوطنية لحزبه، مساء اليوم السبت، إن حركة حماس قامت بعملية بطولية خيالية قلبت المعطيات إلى الأبد، مشيرا إلى أن أفراد حماس، وإن قتلوهم كلهم، فقد أدوا ما عليهم، حسب قوله. وأوضح أن حماس لما فكرت في عملية "طوفان الأقصى" كانت واعية بما كان سيصيبها، لكنها لبت نداء "وامعتصماه" من رحاب المسجد الأقصى، في ظل ما كانت تقوم به إسرائيل من جرائم واعتداءات بحق القدس والمقدسيين. واعتبر أن غزة "أصبحت دولة عظمى"، مشيرا إلى أنه حتى روسيا لم يجتمع ضدها العالم الغربي مثلما اجتمع على غزة رغم صغر حجمها، خاصة من طرف أمريكا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا الذين أرسلوا حاملات طائرات وأسلحة، وفق تعبيره. ووصف بنكيران الحكومة الإسرائيلية بأنها أكثر من "داعش"، واعتبر أن نتنياهو مجرم وأن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف بن غفير، أكثر من نتنياهو، مشيرا إلى أن الإسرائيليين انتخبوا حكومة متطرفة. وأضاف أن الإسرائيليين يريدون الاستيلاء على المسجد الأقصى وكانوا على وشك ذلك، موضحا أنهم يقتحمونه صباح مساء بالآلاف ويعتدون على المقدسيين أطفالا ونساءً ومسنين، محذرا من أنهم عازمون على السيطرة عليه في النهاية. وتابع بأن الإسرائيليين شرعوا في استفزاز الفسلطينيين والاعتداء على أعراض المسلمين، ووصلوا إلى تعرية الفلسطينيات وهم يعرفون أن الفلسطيني والعربي بصفة عامة لا يغار على شيء كما يغار على عرضه. واعتبرا ابن كيران أنه لا يستيطع أن يتخيل كيف يعيش الفلسطينيون في ظل هذا الوضع، لافتا إلى أنه في ظل هذه الأوضاع، وفي عدم تحرك الدول العربية واكتفائها بتنديدات شفوية فقط، اضطرت حركة "حماس" إلى تنفيذ عملية "طوفان الأقصى". وأشار إلى أن ذلك يأتي في وقت يواصل فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اعتقال النشطاء في الضفة وتسليمهم إلى إسرائيل، بل وقتل بعضهم، لافتا إلى أن عباس يعيش حاليا على لوم خصومه وانتقادات شعبه علانية أمام الملأ. ويرى ابن كيران بأنه قد تكون هناك تجاوزات في عملية حماس، لكن لم يكن هناك قتل للأطفال والنساء والشيوخ خلال العملية، مشيرا إلى أن إسرائيل كذبت كعادتها وصدقها بايدن. وفيما يخص مجزرة المستشفى الميداني، قال ابن كيران إنه لو كان الفلسطينيون يمتلكون مثل تلك القنابل التي دمرت المستشفى، لأبادوا غلاف غزة عن كامله، مشددا على أنها قنابل لا توجد إلا عند الدول الكبرى. ولفت ابن كيران إلى أن كلامه لن يعجب الكثيرين، موضحا أن المسلمين يطالبون بالسلم صادقين ويؤمنون به، مضيفا: "عندنا شواهد في التاريخ أن السلم كان دوما في صالح الإسلام والمسلمين" وفق تعبيره. زعيم حزب "المصباح" شدد على أن حماس أعطت درسا للأمة الإسلامية كلها، موضحا أن أول عنصر في النصر بعد توفيق الله، هو الإيمان والشجاعة والاستعداد للموت، لافتا إلى أن إسماعيل هنية فقد أكثر من 10 أشخاص من أفراد أسرته، والخبر جاء على شكل تهنئة لهنية، قائلا: "هذا المستوى من الإيمان نحن دونه". واعتبر أن الفلسطينيين يؤدون ضريبة احتلال الأقصى، فقط لأنهم تواجدوا هناك رغم أنها مسؤولية المسلمين، موضحا أن "المقصود ليست فلسطين وحدها، فالذي أخذ لك شيئا وسكت عنه وتحملته فسيأخذ منك أكثر وبمبررات كثيرة، سواء تعلق الأمر بإسرائيل أو أمريكا أو أوروبا باعتبارهم أعداءنا الطبيعيين". وتابع أنه "لو كانت الدول العربية قد قامت بما قام به الحسن الثاني في المسيرة الخضراء، لذهب الجميع إلى فلسطين، وحينها سنرى إلى أي درجة يستطيعون أن يقتلوا الشعوب العربية"، على حد قوله.