عبر فاعلون جمعويون وخبراء في البيئة بجماعة "وسلسات" بإقليمورزازات، من تخوفهم من مشروع إحداث مصنع لمعالجة وتخزين معدني النحاس والرصاص. وأكد المحتجون في عريضة احتجاجية، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منها، أن المخاوف تتعلق بتأثيرات هذا المشروع المحتملة على البيئة المحيطة وعلى سكان دواوير "تيزي" و"تالوست" و"أسرسا". وفي تصريح لجريدة" العمق"، أكد محمد أحسايسو أستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير وخبير في مجال البيئة، أن التخوفات المحتملة من المشروع تشمل التأثير على جودة الهواء والتربة والمياه، حيث تتسبب معالجة النحاس والرصاص في إفراز جسيمات دقيقة ومواد كيميائية سامة في الهواء والتربة. وحذر احسايسو من خطورة الانبعاثات وتأثيراتها الخطيرة على جودة الهواء وخصوبة التربة، بسبب استخدام مواد كيميائية سامة، معتبرا أن حاجة عملية معالجة الرصاص والنحاس إلى كميات كبيرة من المياه في منطقة تتميز بمحدودية الموارد المائية من شأن ذلك زيادة الطلب على المياه واستنزاف الفرشة المائية مما يهدد النشاط الفلاحي ومياه الشرب في المنطقة. وحذر الخبير في مجال البيئة من عواقب المشروع من مخلفات النفايات السامة والخطيرة إضافة إلى المعادن الثقيلة المسرطنة، والتسبب في تلوث المياه الجوفية والتأثير بشكل سلبي على البيئة. إلى ذلك، دعا المحتجون كل الجهات المسؤولة عن اتخاذ القرار إلى التفكير في خلق التوازن بين المشاريع الاقتصادية واحتياجات التنمية من جهة وضرورة حماية المنظومة البيئية من جهة ثانية. كما طالبوا بإجراء دراسات لتقييم التأثيرات البيئية المحتملة وتوجيه الجهود نحو الحد من هذه التأثيرات، وأخذ مطالبهم ومخاوفهم بعين الاعتبار حفاظا على البيئة وصحة السكان. يُشار إلى عامل إقليمورزازات سبق له أن أصدر قرارا يرمي إلى فتح بحث عمومي بمقر جماعة وسلسات يتعلق بدراسة التأثير على البيئة لمشروع إحداث مصنع لمعالجة وتخزين معدني النحاس والرصاص، وتتألف اللجنة المكلفة بإنجاز البحث العمومي من قائد قيادة وسلسات بصفته رئيسا للجنة ورئيسة جماعة وسلسات والمدير الجهوي بجهة درعة تافيلالت والمدير الإقليمي للإنتقال الطاقي بورزازات. وحسب نص القرار العاملي الذي تتوفر جريدة "العمق" على نسخة منه، تقوم اللجنة بإعداد تقرير يتضمن ملاحظات ومقترحات السكان حول المشروع وإرساله إلى رئيس اللجنة الجهوية لدراسة التأثير على البيئة.