نظم العشرات من سكان واحات تابعة لقيادة أداي بإقليم كلميم وقفة احتجاج، أمام مقر القيادة، ضد مشاريع لاستخراج النحاس من جبال المنطقة كانت السلطات العمومية فتحت بحثا عموميا حولها. ورفع المحتجون من الشباب والنساء شعارات ضد ما يقولون إنه "خطر المناجم الذي يهدد الواحات والفرشة المائية بالمنطقة". ونظم السكان هذه الوقفة تزامناً مع اجتماع للجنة المكلفة بالبحث العمومي حول تأثير المشاريع المعدنية على البيئة داخل مقر قيادة أداي، وهي مشروع وانسيمي الشرق ومشروع وانسيمي الجنوب ومشروع تاوريرت نوناس، وتقع كلها في النطاق الترابي لقيادة أداي، شمال شرق كلميم. وقال محمد الطايش، ناشط جمعوي بالمنطقة، في تصريح لهسبريس إن "السكان عبرواْ عن رفضهم لأي مشروع منجمي سيُهدد واحاتهم والفرشة المائية التي هي مصدر عيشهم واستقرارهم". وأضاف: "السكان خرجواْ بشكل سلمي في أول وقفة إنذارية، وعبرواْ عن مخاوفهم أيضا من خلال الاعتراض في السجلات المفتوحة في مقرات الجماعات القروية بالمنطقة". وأشار ابن المنطقة إلى أن "النسيج الجمعوي بمنطقة أيت حربيل بصدد التحضير للخطوات النضالية المقبلة للوقوف بشكل سلمي ضد أي خطر يهدد السكان والحياة في هذه المنطقة". من جهته، قال صلاح الدين الدريوش، أحد سكان جماعة أمتضي المشاركين في هذه الوقفة، إن "واحات المنطقة مهددة بالموت في حال تنفيذ هذه المشاريع المنجمية". وأضاف في تصريح لهسبريس أن "واحة أمتضي مثلا، التي تشكل قطباً سياحياً مهما على الصعيد الجهوي، ستختفي إن تم استنزاف فرشتها المائية بهذه المشاريع المعدنية، وبالتالي سيفقد المغرب إحدى أهم الوجهات السياحية بالجنوب". في المقابل، قال مصدر من اللجنة المكلفة بإنجاز البحث العمومي، في تصريح لهسبريس، إن "اللجنة المكلفة بصدد دراسة الأثار البيئية للمشروع"، وأوضح أن "اللجنة تضم عدة أطراف هي التي تحدد الأضرار المحتملة من عدمها على البيئة، بناء على دراسة متخصصة في الموضوع". يذكر أن المشاريع المعدنية سالفة الذكر تهم واحات كل من أمتضي وأداي وأيت إيلول وتيمولاي للاملوكة وتزونت، والدواوير المجاورة. ويتخوف السكان من جفاف العيون ومصادر المياه، والتأثير على ما تبقى من واحاتهم في حال استغلال هذه المناجم.