دعا جون لوك ميلونشون مؤسس حزب فرنسا الأبية، فرنسا إلى "ضرورة استيعاب التحولات الأخيرة التي شهدها ملف الصحراء"، مشيرا إلى أنه "من غير السليم أن تبقى هذه القضية محل جدال بين فرنسا والمغرب". وأردف الزعيم اليساري الفرنسي في حديث لموقع "le Desk "أن فرنسا يجب أن تفكر بمزيد من الانتباه بخصوص التطورات التي طرأت على "قضية الصحراء"، مشيرا إلى مواقف كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية، إسرائيل وإسبانيا بهذا الخصوص، والتي غيرت حسب المتحدث "النظرة لتي يحملها العالم عن هذه القضية". وأضاف المرشح السابق للانتخابات الرئاسية الفرنسية أنه "يشهد بمواصلة المملكة المغربية تشبتها بمبادرة الحكم الذاتي أمام الجمعية العامة للأمم"، والتي اعتبرها المتحدث "مبادرة مثيرة للاهتمام يتعين أخذها بعين الاعتبار". من جهة أخرى، رد المتحدث بالنفي على ما اعتبره "كلاما فارغا" في إشارة إلى ما يتم تداوله من وجود روابط مفترضة بين حزب فرنسا الأبية وجبهة البوليساريو. جدير بالذكر أن الزعيم السياسي الفرنسي لم يسبق له أن عبر بشكل واضح عن موقفه من قضية الصحراء المغربية، نظرا لدرجة التعقيد الذي تصبغ الملف، وما يطبعه من جدل داخل الساحة السياسية الفرنسية. ويأتي هذا التصريح على هامش الزيارة التي قام بها جون ميلونشون مؤخرا للمغرب، وتوجه فيها إلى منطقة أمزميز إحدى المناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز. ويُذكَر أن تحركات المغرب خلال السنوات الأخيرة قد أثمرت العديد من المواقف الدولية الداعمة للطرح المغربي بشأن قضية الصحراء المغربية، في مقدمتها الاعتراف التاريخي للولايات المتحدةالأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء سنة 2020، إضافة إلى موقف عدد من الدول الأوروبية كإسبانيا التي اعتبرت مقترح الحكم الذاتي "الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل النزاع". علاوة على موقف ألمانيا الاتحادية الذي اعتبرت فيه أن مخطط الحكم الذاتي "بمثابة جهود جادة وذات صدقية من قبل المغرب، وأساس جيد للتوصل إلى اتفاق لهذا النزاع الإقليمي". ومع اتساع دائرة الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، لم تعبر فرنسا بعد عن موقف واضح وحاسم بهذا الشأن ما سبب أزمة قوية لازالت مستمرة بين البلدين.