يشكل برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من زلزال الحوز، الذي أعطى الملك محمد السادس انطلاقته، ورشا ملكيا متبصرا وخارطة طريق مندمجة. فعلى مدى حوالي 10 أيام منذ أن اهتزت المملكة على وقع زلزال الحوز، ترأس الملك محمد السادس 3 جلسات عمل بأبعاد مختلفة تمثل جميعها إرادة العاهل المغربي الراسخة بالنهوض بالأقاليم المتضررة بشكل يفوق الأضرار التي خلفها الزلزال. وعالجت جلسات العمل التي الملك يومي 9 و14 شتنبر التدابير الاستعجالية المرتبطة بعملية الإغاثة والإيواء، ليتم بعد ذلك تحديد وحصر طبيعة الدعم المرتقب توفيره للضحايا على أساس عمليات تشخيص وتقييم للأضرار التي لحقت المنطقة مع إعطاء الأولوية لاحتياجات ساكنتها. أما جلسة العمل التي ترأسها الملك بعد زوال أمس الأربعاء 20 شتنبر، فتأتي امتدادا لتوجيهاته خلال الاجتماعين السالفين، وترسيخ قواعد برنامج مدروس ومندمج وطموح. هذا البرنامج الذي من المتوقع أن يمتد على فترة 5 سنوات يدعو إلى إرساء نوع من الانسجام بين جميع المتدخلين والفاعلين فيه، بشكل يتماشى وتعليمات الملك، الذي مهد لتوحيد مجموع التدخلات عبر إحداث لجنة بين وزارية اضطلعت بمهمة تشخيص الضرر وتقديم استجابة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات وانتظارات ساكنة المناطق المتضررة. ويقوم برنامج إعادة البناء والتأهيل العام، الذي خصص له غلاف مالي ضخم يبلغ 12 ألف مليار سنتيم ويستهدف لحوالي 4.2 مليون نسمة، على مقاربة تراعي الالتقائية وتهدف إلى إعادة إعمار المناطق المتضررة وتأهيل البنية التحتية وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية وتسريع امتصاص العجز الاجتماعي، وهي تدابير متعددة الأبعاد وذات امتداد زمني، ستساهم في إعادة بعث المنطقة وتنميتها لمواكبة السير التنموي للمملكة. كما لم يغفل الملك خصوصيات المناطق المتضررة وساكنتها، حيث أكد، من جديد، على أهمية الإنصات الدائم للساكنة المحلية، قصد تقديم الحلول الملائمة لها، مع إيلاء الأهمية الضرورية للبعد البيئي والحرص على احترام التراث المتفرد وتقاليد وأنماط عيش كل منطقة. ومن شأن هذه التعليمات، جعل برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة نموذجا للتنمية الترابية المندمجة والمتوازنة، حيث سيعتمد فيه على حكامة نموذجية مقوماتها السرعة والفعالية والدقة والنتائج المقنعة. هذا البرنامج وغيره من الإجراءات والتدابير التي سخرت في سبيل المناطق المتضررة وساكنتها، يؤكد مدى اهتمام الملك بمواطنيه، فمنذ أولى الساعات التي أعقبت الزلزال، عمد الملك إلى الإلمام بجميع الجوانب في تعليماته. كما يسطر هذا البرنامج الأولويات من إيواء وإعادة إعمار وتكفل بالأطفال وصون لكرامة المتضررين، والنتيجة تعبئة لكافة الوسائل والإمكانيات واستجابة قوية، منسجمة، سريعة، وإرادية.