تحليل إخباري فوز صغير حققه أسود الأطلس في رحلتهم إلى برايا على قروش الرأس الأخضر، ولو أنه جاء فقط عن طريق ضربة جزاء، إلا أنه يعتبر مهما في الظروف التي عاشها المنتخب في الفترات الأخيرة، وقدوم الناخب الوطني الجديد هيرفيه رونار كربان للسفينة التي غالبا ما تبتعد عن الشاطئ بأمتار قليلة حتى تغرق ويعود ركامها إلى حيث انطلقت في البداية. هيرفيه رونار، قائد السفينة استطاع في أول ظهور له مع الأسود أن يعود بثلاث نقاط من مواجهة الرأس الأخضر برسم تصفيات الجولة الثالثة المؤهلة إلى كأس أمم أفريقيا بالغابون مطلع السنة المقبلة، نقاط جعلت المنتخب المغربي يتربع ترتيب المجموعة السادسة بفارق ثلاث نقاط عن صاحب المركز الثاني الرأس الأخضر متصدر ترتيب أفضل المنتخبات الأفريقية. أسود الأطلس ظهروا خلال مواجهتهم الأخيرة أمام الرأس الأخضر بأسلوب جيد في تمرير الكرات وفي شن الهجمات على معترك عمليات الفريق الخصم، لكن ما لاحظه العديد من المتتبعين للشأن الكروي الإفريقي هو أن هذا المنتخب القديم الحديث مازال يفتقد إلى آلية هجومية تمكنه من ترجمة المجهود الذي يبدل في وسط الميدان ومعترك العمليات إلى أهداف، كما أنه يعاني نوعا ما من الضعف في مركز الدفاع، وهو ما ظهر في اللقاء الأخير، حيث كان لاعبوا الرأس الأخضر لا يجدون صعوبة في الوصول إلى معترك عملياته، ولولا براعة الحارس المحمدي لكان بإمكان القروش تسجيل أكثر من هدف وبالتالي الفوز عوض الأسود. لعل رونار بصفته عارفا بشؤون الكرة الأفريقية وحقق ألقابا مع منتخباتها يعرف جيدا ضريبة الأخطاء الدفاعية، لذلك سيحاول إصلاح الأمر حتى مع حضور المهدي بنعطية الذي غاب عن المباراة الماضية، وسيحاول أيضا أن ينهج تكتيكا يضمن له الفوز بحصة كبيرة بملعب مراكش ويؤكد نتيجة برايا حتى يحظى بدعم من الجماهير الوطنية التي تتوق إلى الزمن الجميل للكرة المغربية. يوم الثلاثاء 29 مارس أول موعد لرونار مع الجماهير المغربية في مراكش بعد فوز خارج الميدان على الرأس الأخضر، الأخير الذي يأتي إلى مراكش بطموح الفوز على الأسود ورد دين مواجهة برايا، فلمن تكون الغلبة، هل للقروش الجريحة أم للأسود التي تريد تأكيد الانتصار بصيد آخر في الملعب الكبير لمراكش؟؟