أجمع المحللون والمتتبعون للشأن الكروي المغربي، على أن "أسود الأطلس"، قاموا بمباراة "رجولية"، في مباراتهم السبت الماضي أمام منتخب الرأس الأخضر، متصدر المنتخبات الإفريقية، برسم الجولة الثالثة من الدور التصفوي المؤهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا، المقررة بالغابون مطلع العام المقبل، حيث قدم رجال الفرنسي، هيرفي رونار، لقاءً من المستوى الرفيع، تقنياً ، بدنياً، وحتى تكتيكياً، ذكر المراقبين بهوية المنتخب المغربي لعام 2004، التي ضاعت بين أدغال إفريقيا. ويتفاءل الجمهور المغربي، بقدرة العناصر الوطنية على تحقيق نتيجة الفوز في مباراة الغد، أمام نفس الخصم برسم الجولة الرابعة من التصفيات، لضمان التأهل رسمياً لنهائيات "الكان"، وتأكيد أن نتيجة وأداء "برايا" لم يكونة أستثناءً، بل صفحةً جديدة في كتاب "الأسود" في عهد المدرب الأكثر تتويجاً بالكأس القارية، أملاً في وضع قطيعة مع النكسات، ومصالحة الإنجازات. ورصدت "هسبورت"، في ما يلي، ثلاث نقاط على هيرفي رونار القيام بها قبل مباراة الغد أمام الرأس الأخضر، لضمان التأهل ل"كان" الغابون، وتأكيد جدارة المنتخب المغربي بصدارة مجموعته. عدم اسْتصغار الخَصم بقدر ما كان فوز المنتخب المغربي السبت الماضي على الرأس الأخضر ببرايا مستحقاً، بقدر ما يوقن متتبعو منتخب ذلك الأرخبيل من الجزر، أن "القروش" لم تظهر بمستواها المعهود، وربما لم تكن في يومها في الجولة الثالثة من التصفيات، وهو ما قد يحفز أبناء بيتو كاردوزو لتأكيد أحقيتهم بالصدارة والثأر في موقعة مراكش، إذا ما تهاونت العناصر الوطنية، واستصغرت الخصم، وأطالت الانتشاء بفوز "برايا". والأكيد أن تربع منتخب الرأس الأخضر على عرش صدارة المنتخبات الإفريقية حسب التصنيف الأخير للاتحاد الدولي لكرة القدم، لم يأت صدفةً، ذلك أن "القروش" تقدم حالياً أفضل مستوياتها، بتبنيها لطريقة لعب حديثة، ولضمها للاعبين أغلبهم محترفين بأوروبا. الاستحوَاذ الفعّال ما زاد من استحقاق المنتخب المغربي لنقاط الفوز في مباراة السبت الماضي أمام الرأس الأخضر، هو تفوقه في النسبة العامة للاستحواذ على الكرة، رغم أن أبناء الفرنسي، هيرفي رونار، لعبوا خارج القواعد وفوق أرضية ملعب اصطناعية، لم يعتد "الأسود" على ترويض الكرة فوقها. وبغض النظر عن عامل الرياح الذي وقف نداً مع منتخب الرأس الأخضر أمام المنتخب المغربي في الجولة الثانية من المباراة التي أجريت بالملعب الوطني ببرايا، نهاية الأسبوع المنقضي، ف"الأسود" مطالبون باستثمار سيطرتهم على أجواء لقاء الثلاثاء بمراكش بخلق الفرص ومضايقة دفاعات الخصم وتشتيت تركيزهم من أجل هز الشباك، والتأكيد على أن المنتخب المغربي استحق الفوز في الجولة الماضية، لأنه قوي وليس لأن الرأس الأخضر كان ضعيفاً. عامل اللّياقة البدنيّة من المؤكد أن مدرباً من طينة هيرفي رونار، لن يغفل تفصيلاً أساسياً مماثلاً، وما تركه لحكيم زياش في مدرجات الملعب الوطني ببرايا السبت الماضي سوى دليلاً على مدى دهاء "الثعلب" الفرنسي الذي بدد مخاوف المتتبعين وبرهن على أنه قد أحسن التعامل مع الرتسانة البشرية التي يتوفر عليها، عندما اعتمد على مبارك بوصوفة، في وقت انتظر فيه الكثيرون اعتماد زياش أو بلهندة، في دليل على أن الرجل قد فكر في المباراتين أمام الرأس الأخضر، وليس في مباراة السبت فقط. ويتوفر رونار على تشكيلة غنية من اللاعبين الجاهزين، والقادرين على تعويض الأسماء المرهقة من مباراة السبت الماضي، في وقت يُتوقع فيه، حسب مصادر مقربة من محيط المنتخب، أن لا يجري الناخب الوطني تعديلات كثيرة على التشكيل الذي دخل به في برايا، والتي لن تتعدى غالباً تغيرين، بالاعتماد على حكيم زياش أساسياً مكان مبارك بوصوفة، وتعويض منير عوبادي الموقوف من طرف "الكاف" لجمعه لإنذارين في التصفيات، بيونس بلهندة أو يوسف آيت بناصر، أو غانم سايس الذي قد يعود لمكانه في وسط الميدان في حال استرجاع خدمات مهدي بنعطية.