اعتمدت صحف ومنابر إعلامية عالمية على ما نشرته جريدة "العمق" في تعاطيها مع خبر إطلاق القوات الجزائرية النار على شباب عزل بالسواحل المحادية لمدينة السعيدية (شرقي المغرب)، والمتواجدة على مقربة من الحدود مع الجزائر. وشكلت المواد والتصريحات التي بثتها جريدة "العمق" في تغطيتها للحادث المأساوي، المصدر الأول لكبريات المنابر الإعلامية العالمية. وفي هذا الصدد، اعتمدت وكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب" فيديو لتصريح أدلى به محمد كيسي شقيق بلال الكيسي الذي راح ضحية الهجوم الجزائري الغادر، مصدرا لتصريحات الضحايا، كما اعتمدت على جريدة "العمق" في نشر خبر فتح تحقيق من طرف النيابة العامة في الأحداث، ونشرت الوكالة الفرنسية هذه الإفادات في قصاصة عرفت انتشارا واسعا. واعتمدت "الغراديان البريطانية" في نسختها الناطقة باللغة الإنجليزية ما نشرته جريدة "العمق" ضمن المصادر الرئيسية لتغطية الحادث، ونقلت عنها أيضا تصريحات عائلة الضحية. كما نشرت قناة "فرانس 24" في موقعها الرسمي خبرين يحملان العنوانين "تحقيق في المغرب بعد مصرع مصطافين أحدهما فرنسي مغربي في حادث عنيف بعرض البحر"، و"تحقيق قضائي بالمغرب بعد مقتل شاب برصاص خفر السواحل الجزائري (إعلام)"، اعتمدت فيهما على ما صرح به أحد أقارب ضحايا الحادث عن الوقائع وكذا على خبر فتح تحقيق من طرف النيابة العامة بخصوص الحادث. قناة "الحرة" هي الأخرى اعتمدت في تغطيتها للحدث على جريدة "العمق" مصدرا أولا لنقل الأحداث، ونشرت الفيديو الذي بثته جريدة "العمق" ضمن قصاصة معنونة ب"وسائل إعلام: أول تحرك في المغرب بعد مقتل أحد مواطنيه بنيران جزائرية". وجاء فيها "وذكرت صحيفة "العمق" الإلكترونية أن النيابة العامة فتحت بحثا قضائيا "في ظروف وملابسات مصرع شاب مغربي... بعد العثور على جثته" على شاطئ السعيدية على بعد ثلاثة كيلومترات تقريبا من الحدود الجزائرية". وعلى نفس التوجه، سارت قناة "دوتشيه فيليه" الألمانية التي أوردت في خبر بعنوان "تقارير: مقتل سائحين مغربيين برصاص خفر السواحل الجزائري"، فقرة جاء فيها: وأكد محمد قيسي شقيق أحد الضحيتين لموقع العمق المغربي الخميس "تهنا في البحر (...) حتى وجدنا أنفسنا في المياه الجزائرية. عرفنا ذلك عندما قصدنا زورق أسود" لخفر السواحل الجزائري، وأضاف "أطلقوا علينا النار، الحمد لله لم أصب لكنهم قتلوا أخي وصديقي. بينما اعتقلوا صديقا آخر".
صحيفة "العربي الجديد" هي الأخرى، نقلت تصريحات شقيق أحد ضحايا الحادث المأساوي عن جريدة "العمق"، وجاء في خبر معنون ب"باريس تؤكد مقتل فرنسي واحتجاز آخر بالجزائر.. والنيابة المغربية تحقّق"، "وأوضح محمد كيسي، الشقيق الأكبر لبلال، في حديثه مع موقع "العمق" المغربي: "لقد ضللنا طريقنا، لكننا واصلنا سيرنا حتى وجدنا أنفسنا في الجزائر. عرفنا أننا في الجزائر لأن قارباً مطاطياً جزائرياً أسود جاء نحونا، بدأ بالتعرج وكأنه يسعى إلى إسقاطنا في البحر". وتابعت "العربي الجديد"، "وقال إن البحرية المغربية أسعفته، وأعادته إلى مرسى السعيدية. وأضاف: "أطلق من كانوا في المركب المطاطي النار علينا. والحمد لله لم أصب، لكن شقيقي وصديقي قُتلا. واعتقلوا صديقي الآخر"، مؤكداً: "لقد ضللنا الطريق ونفد منا الوقود".
ونشرت " أندبندنت عربية" مقالا بعنوان "المغرب يحقق في مقتل شابين برصاص خفر السواحل الجزائري"، جاء فيه نقلا عن "العمق"، "وقالت صحيفة "العمق" الإلكترونية إن النيابة العامة "فتحت بحثاً قضائياً في ظروف وملابسات مصرع شاب مغربي بعد العثور على جثته" في شاطئ السعيدية، ولم يتسن لوكالة الصحافة الفرنسية الحصول على تفاصيل من مصدر مغربي رسمي حول الحادثة، لكن وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت اليوم الجمعة وفاة فرنسي و"احتجاز آخر في الجزائر في حادثة تشمل عدداً من مواطنينا"، من دون تحديد هويتيهما". وجاء في فقرة أخرى من الخبر ذاته "وقال أحد أقارب الضحية في الفيديو الذي بثه موقع "العمق" المحلي، "دفنا أخاً ونريد استعادة جثمان قريبنا عبدالعالي، لا نريد أي شيء آخر، فقط استعادة الجثمان لدفنه بكرامة وليرتاح قلب والدته"، ويرجح أن يكون جثمان عبد العالي مشوار لدى السلطات الجزائرية، بحسب وسائل إعلام مغربية، ولم يصدر أي تعليق من مصدر جزائري رسمي حول الحادثة. وتابعت "أندبندنت عربية" لكن محمد قيسي شقيق بلال أوضح في فيديو بثه موقع "العمق" أمس الخميس "تهنا في البحر حتى وجدنا أنفسنا في المياه الجزائرية، عرفنا ذلك عندما قصدنا زورق أسود" لخفر السواحل الجزائري، وأضاف "أطلقوا علينا النار، الحمد لله لم أصب لكنهم قتلوا أخي وصديقي، بينما اعتقلوا صديقاً آخر". وتعاطت جريدة "The national news" الصادرة من بريطانيا والموجهة إلى الناطقين بالانجليزية في منطقة الشرق الأوسط مع الحادث، بالاعتماد أيضا على ما نشرته جريدة "العمق". ونشرت جريدة "النهار" اللبنانية، خبرا بعنوان "المغرب: تحقيق قضائي بعد مصرع مصطافَين برصاص خفر السواحل الجزائريّين (فيديو)"، ونشرت خلاله فيديو تصريح شقيق أحد الضحايا الذي أدلى به لجريدة "العمق". قناة "روسيا اليوم" نشرت في موقعها الرسمي خبرا بعنوان "دخلا المياه الجزائرية بالخطأ.. مقتل سائحين مغربيين برصاص خفر السواحل الجزائري"، جاء فيه نقلا عن جريدة "العمق"، "من جهته، أكد محمد قيسي شقيق أحد الضحيتين لموقع "العمق المغربي" أنه "تهنا في البحر (...) حتى وجدنا أنفسنا في المياه الجزائرية. عرفنا ذلك عندما قصدنا زورق أسود تابع لخفر السواحل الجزائري. وأضاف: "أطلقوا علينا النار، الحمد لله لم أصب لكنهم قتلوا أخي وصديقي. بينما اعتقلوا صديقا آخر". صحيفة "القدس العربي" اعتمدت هي الأخرى على فيديو جريدة "العمق"، وجاء في خبر منشور على موقعها الرسمي بعنوان "إعلام مغربي: مقتل سائحين مغربيين تاها في البحر برصاص خفر السواحل الجزائري": " وأكد محمد قيسي شقيق أحد الضحيتين لموقع "العمق المغربي" الخميس "تهنا في البحر (...) حتى وجدنا أنفسنا في المياه الجزائرية. عرفنا ذلك عندما قصدنا زورق أسود" لخفر السواحل الجزائري. وأضاف "أطلقوا علينا النار، الحمد لله لم أصب لكنهم قتلوا أخي وصديقي. بينما اعتقلوا صديقا آخر." ونقلت الصحيفة الصادرة من بريطانيا والصادرة بخمس لغات أوروبية "news.dayfr" تصريحات شقيق بلال كيسي عن جريدة "العمق"، وجاء في مقال بعنوان "شقيق الضحية يقدم روايته للأحداث"، "محمد القيسي، الناجي والأخ الأكبر لأحد الضحايا ويدعى بلال، قدم روايته للأحداث لزملائنا في العمق"، مسترسلة "بنظرة حزينة ووجه جدي، روى تفاصيل مغامرتهم التي أصبحت مأساوية بعد التدخل القاتل لخفر السواحل الجزائري". على نفس المنوال تقاطرت عشرات التقارير في عدد كبير من المنابر الإعلامية، مثل "ديلي ميل" البريطانية "أصوات مغاربية"، و"الشرق الأوسط"، و"سويس أنفو" السويدي، و"اليوم السابع" المصرية، "الرأي اليوم" العربية الصادرة من بريطانيا، و"الصحيفة"، و"منارة"، و"عربي بوست"، وقناة "المشهد" التي تبث برامجها من دبي، و"الشرق الأوسط أونلاين" الصادرة من بريطانيا، و"جدة بوست" السعودية، و"الدستور" المصرية، و"البوابة" الإماراتية. ومن بين الصحف العالمية التي اعتمدت جريدة "العمق" مصدرا للخبر، "أخبار الخليج" البحرينية، و"تونس تلغراف"، و"أخبار دقيقة" الأردنية، و"ليبانون فايلز" اللبنانية، و"الأيام" اليمنية، "بوابة تونس"، و"Cnews" الفرنسية، و"Nouvelobs" الفرنسية، و"huffingtonpost"، و"rtbf" البلجيكية، "Le Point" الفرنسية، و"Le monde" الفرنسية، و"Le Parosien" الفرنسية، "أورو نيوز" الناطقة ب17 لغة. وفي سلوك غير مهني اختارت قناة "العربي" عبر موقعها الرسمي أن تشير إلى فيديو جريدة "العمق" بقولها: كما نقل موقع مغربي آخر عن شقيق أحد القتيلين الذي كان برفقتهما ويدعى محمد قيسي قوله: "تهنا في البحر (...) حتى وجدنا أنفسنا في المياه الجزائرية. عرفنا ذلك عندما قصدنا زورق أسود" لخفر السواحل الجزائري"، وذلك دون أي إشارة للمصدر في مخالفة لقواعد وأخلاقيات مهنة الصحافة. وعلى نفس النهج غير الأخلاقي، نشرت جريدة صادرة من بريطانيا تدعى "العرب"، خبرا كاملا من فيديو جريدة "العمق" دون الإشارة إلى المصدر عنونته ب" رواية مروعة من ناج مغربي عن حرس السواحل الجزائري: حاولوا إغراقنا ثم أطلقوا النار"، متبعة إياه بعنوان فرعي "ما حدث يكشف حقيقة طبيعة النظام الجزائري الذي لا يتورع عن قتل الأبرياء"، دون أن تكلف نفسها بذكر مصدر التصريح الذي لم تحظ به مطلقا.