كشفت الجامعة الوطنية للتخييم معطيات خطيرة تتعلق بواقعة اعتداء "بيدوفيل" على طفل قاصر بأحد شواطئ مدينة الجديدة، من بينها أن الرحلة لا تندرج ضمن مخيم منظم ومرخص له من طرف السلطات الوصية، وأنه اكترى للأطفال (عددهم 19 طفلا) شقة بمدينة الجديدة خارج الضوابط القانونية المعمول بها. ونبهت الجامعة الوطنية للتخييم إلى التحري في نقل الأخبار وعدم الترويج للواقعة وكأنها حدثت في مخيم تربوي، مشيرة إلى أنها ستجعل الأسر تفقد الشعور بالأمن والأمان على سلامة وحياة بناتها وأبنائها في المخيمات الصيفية. وجاء كلام جامعة التخييم، بعد انتشار شريط فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، يوثق لحظة اعتداء بيدوفيلي يدعى (م.ع.)، ويشغل رئيس جمعية رياضية تدعى "جمعية أبطال أناسي"، مقرها بمدينة الدارالبيضاء على طفل بأحد الشواطئ، بمدينة الجديدة. وأرفق رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تعليقا على الفيديو، بأن الأحداث "جرت" في إطار مخيم، إلا أن جامعة التخييم، أوضحت في بيانها، أن الخبر "مغالط، ويسيء" لمؤسسة التخييم، وانجرت وراءه العديد من التدوينات والتفاعلات والتصريحات تطعن في المخيمات التربوية وأدوارها وأهدافها. اكترى شقة خارج القانون أوضح المصدر ذاته أن الأطفال لا تربطهم علاقة بأي مخيم منظم، ولا صلة له لا من قريب أو بهذا النشاط الذي ينظمه مرسوم يحمل رقم 2.21.186 بخصوص تنظيم مراكز التخييم التابعة للسلطة الحكومية المكلفة بالشباب. وقالت الجامعة المذكورة، إن هذا "الذئب البشري وجمعيته كان بصدد تنظيمه لما أسماه برحلة إلى شاطئ الوالدية بإقليم الجديدة منذ بداية غشت إلى العاشر منه، وهو ما أعلن عنه في صفحة الجمعية المذكورة بفيسبوك، وليس مخيما كما أشيع، وقد شارك في هذه الرحلة المقنعة 19 طفلا، واكترى لهم شقة بمدينة الجديدة تتكون من غرفتين. ونفت جامعة التخييم أن يكون الأطفال مستفيدين من العرض الوطني للتخييم الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم، ولا بمخيمات القطاع الخاص. اختطاف وتغرير بقاصرين هذا واعتبرت الجامعة الوطنية للتخييم ما قام به الجاني، "اختطاف مقنع، وتغرير بقاصرين تحت يافطة رحلة، للعبث بالأطفال وهتك عرضهم والاعتداء عليهم". كما طالبت وفق المصدر ذاته، بتشديد العقوبة على مرتكب هذه الجريمة الخطيرة، ليكون عبرة لكل من يعبث بأطفالنا، وبشكل يضمن كافة حقوق الضحايا، وخصوصا الأطفال الذين يتعرضون لمثل هذه الأفعال الإجرامية الشنيعة. كما دعت إلى تمكين الأطفال من حقهم في التتبع الصحي والنفسي، لمحو آثار العنف الجنسي الذي طالهم وهم في بداية مسار حياتهم، بالإضافة إلى آثار الوصم الذي سيلحق مستقبلا بهم بفعل فاعل هذه الجريمة. وحملت الجامعة المسؤولية لأسر الأطفال التي قامت بالزج بأطفالها وتسجيل أبنائها في هذه "الرحلة" دون الإحاطة والتقصي في ظروف تنظيمها القانونية والتربوية والمادية، سيما أن المعتدي قام في الأشهر القليلة السابقة حسب الشهادات الموثقة بتنظيم رحلة لمجموعة من الأطفال إلى شاطئ بمدينة الدارالبيضاء، أودت بحياة طفل غرقا، مما يقتضي كذلك من العدالة تعميق البحث والتدقيق في هذه النازلة، وفق تعبير البيان. وحملت أيضا "المسؤولية التقصيرية في مهامها" إلى السلطات المحلية سواء بنقطة الذهاب للسماح بحركية تنقل ونقل من مدينة لأخرى 19 طفل وراشدين، تمت مرافقتهم من طرف آبائهم أو بنقطة الاستقرار وتكدسهم داخل شقة دون التقصي والبحث في الجوانب القانونية والتربوية المتعلقة بحماية هؤلاء الأطفال والضحايا. اعتقال الجاني جرى اعتقال المدعو (م.ع.) والبالغ من العمر 57 سنة، وفق المصدر ذاته، يوم الجمعة 11 غشت 2023، وهو رئيس جمعية رياضية "جمعية أبطال أناسي" ومدرب رياضي لكرة القدم تنشط بإحدى ملاعب القرب بمنطقة أناسي بالدار عقب شيوع شريط فيديو يظهر فيه وهو يداعب بشكل أطفالاً لا يتجاوز أعمارهم تسع سنوات في شاطئ بمدينة الجديدة. واعتبرت الجامعة المشاهد التي تم رصدها بعدسة الكاميرا "مقززة للمجرم الموقوف، على ذمة التحقيق، حيث يحاول بطرقه البشعة الاعتداء الجنسي على الأطفال أمام بقية أصدقائهم". وذهبت الجامعة إلى القول بأن ظهور الأطفال واعتبارهم لمداعبة صديقهم بتلك الطريق، ينم على أن "الوضع عاديا لديهم"، ما يؤكد حسب لغة البيان، أن "الاعتداء الجنسي على هؤلاء الأطفال من طرف هذا الشخص امتد لفترة طويلة حولته الى وضع عادي لدى الأطفال وعددهم 19 طفلا". وأضاف البيان أن الجاني يوجد حاليا رهن الحراسة النظرية لدى المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بمدينة الجديدة، والتي فتحت بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد الأفعال الإجرامية المنسوبة إليه.