دعت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" التي تضم عدة هيئات سياسية وحقوقية ومدنية داعمة للقضية الفلسطينية بالمغرب، إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان بالعاصمة الرباط، إلى جانب وقفات في مختلف المدن المغربية، وذلك مساء يوم الجمعة المقبل، دعما لمدينة جنين. جاء ذلك ضمن أولى ردود الفعل الميدانية بالمغرب تجاه العدوان الإسرائيلي على جنين، بعدما نددت هيئات مغربية، بشدة، بالعملية العسكرية الأكبر للاحتلال في جنين منذ 20 عاما، مطالبة بتدخل المحكمة الجنائية الدولية، واعتبرت أن ما يقع يستوجب من الرباط إلغاء التطبيع مع تل أبيب. ومنذ فجر أمس الإثنين، تشن قوات الاحتلال عملية عسكرية هي الأوسع منذ 20 عاما على جنين، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد الشهداء جرّاء العدوان إلى 11 فلسطينيين إلى حد الآن، وإصابة العشرات آخرين بينهم 20 في حالة الخطر. "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" دعت المغاربة إلى التظاهر في "يوم غضب، يعبر فيه كل الحرائر والأحرار ببلادنا عن شجبهم وإدانتهم للعدوان الصهيوني وضد الصمت الدولي والعربي إزاء ما يقع في مخيم جنين الصامد"، وذلك يوم الجمعة في السابعة مساء أمام البرلمان وفي ساحات مماثلة بمختلف المدن. ففي بلاغ لها يحمل شعار "نحيي بسالة جينين.. والمطبعون شركاء لجيش الحرب الصهيوني في إراقة الدماء الفلسطينية"، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أدانت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، بشدة، "جرائم الاحتلال التي روعت الآمنين في مخيم جنين وأرغمتهم على مغادرته قسرا". وأشارت إلى أن جنين "تقف ببسالة أمام العدو الصهيوني الذي استخدم في عدوانه الغادر عشرات الآليات العسكرية وعدد من المسيرات التي قصفت البيوت الآمنة، مخلفة وراءها دمارا كبيرا وهو ما حول مخيم جنين إلى ساحة نزال بين المقاومين الأبطال وبين جنود العدو المدججين بكل أنواع الأسلحة الفتاكة". وتابع البلاغ: "كعادتها جنين، أعطت درسا جديدا في الصمود والتحدي وتصدت بشجاعة لجنود الاحتلال وأوقعت فيهم قتلى وجرحى، لا زال العدو يتستر عن الإعلان عن خسائره في هذه المعركة التي أرادها خاطفة وحولتها المقاومة إلى مستنقع لعصابات القتل والإجرام". وبارك المصدر ذاته وحدة فصائل المقاومة، داعيا إياها إلى "تزخيم العمل المقاوم المشترك، فهو السلاح الرادع للعدو الصهيوني"، منددة بقوة "الانحياز الذي عبرت عنه الإدارة الأمريكية، راعية دولة الإرهاب والميز العنصري الصهيونية وكذا موقف الغرب ونفاقه الذي ما ينفك يكيل بمكيالين". وفي نفس السياق، دعت المجموعة الدول المطبعة، وضمنها المغرب، إلى "قطع كل أشكال العلاقات مع العدو الصهيوني والعودة إلى المواقف القومية والوطنية"، معتبرة أن التطبيع "مشاركة في العدوان وجريمة في حق الشعب الفلسطيني". المبادرة المغربية للدعم والنصرة، أعلنت مشاركتها في هذه الوقفة، بعدما كانت قد أدانت بشدة العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين، واصفة إياه ب"جريمة حرب ضد المدنيين، تستوجب تدخل المحكمة الجنائية الدولية، حيث ينتهك فيه الصهاينة كل الأعراف والمواثيق الإنسانية". وطالبت الهيئة في بلاغ لها، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، "المنظمات الحقوقية وكل أحرار العالم للتدخل من أجل توفير الحماية الدولية للمدنيين في فلسطين". ودعت في هذا الصدد، المسؤولين المغاربة، "وفي كل الدول المطبعة، إلى إلغاء كل أشكال التعاون والتطبيع مع الاحتلال الصهيوني"، معتبرة الاستمرار في مسار الهرولة والتطبيع بمثابة شرعنة لهذه الجرائم الصهيونية وتشجيع للاحتلال على مزيد من قتل للمدنيين". وعبرت الهيئة ذاتها، عن تضامنها ودعمها للمقاومة الفلسطينية، مهيبة "بكل القوى المجتمعية ببلادنا للتحرك وإطلاق فعاليات احتجاجية على الجرائم الصهيونية وإسناد المقاومة والنضال الفلسطيني، ومناهضة كل أشكال التطبيع". من جهتها، استنكرت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ما وصفتها ب"المجازر الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في حق سكان جنين"، داعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته في وقف العدوان. وجددت الهيئة "رفضها القاطع لكل أشكال التطبيع مع الكيان المجرم، واعتبارها كل تنسيق معه خيانة لدماء الشهداء في فلسطين" وفق بلاغ لها، توصلت "العمق" بنسخة منه. ودعت في هذا الصدد "الشعوب العربية والاسلامية للتضامن والتنديد بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الصهاينة في حق أهلنا في فلسطين".