بتاريخ 29 يونيو 2023، شهدت السويد حادثة إحراق وتمزيق نسخة من القرآن الكريم أمام مسجد ستوكهولم المركزي بعد صلاة عيد الأضحى. لاحقًا، استنكرت العديد من الدول العربية والإسلامية هذا العمل الشنيع، وأعربت عن إدانتها ورفضها لاستفزازات تهدف إلى الإساءة للدين الإسلامي والإساءة لمشاعر المسلمين في سياق رد فعل المغرب، قررت المملكة استدعاء سفيرها من السويد تعبيرًا عن رفضه لهذا العمل العدائي وتجاوزاته الخطيرة، واستنكارًا لترخيص السويد لحرق القرآن الكريم في عيد الأضحى. يأتي قرار استدعاء السفير المغربي كجزء من التصدي للتصرفات التي تؤذي مشاعر المسلمين وتسيء للدين الإسلامي، ويعكس موقف المغرب الثابت في الدفاع عن الإسلام وحقوق المسلمين.
تعكس مواقف المغرب والملك المغربي، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، روح التعايش والتسامح والتعاطف الذي تتسم به المملكة المغربية. فالمغرب يتميز بقيادته الرشيدة ودوره الهام في الحفاظ على الهوية الإسلامية وقيم الدين في المملكة والعالم. يعتبر المغرب نموذجًا للتعايش السلمي بين الأديان المختلفة وحماية حقوق الأقليات الدينية، وهو يسعى دائمًا لتعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل.
من جانبه، يعمل الملك محمد السادس بصفته أمير المؤمنين على حماية الدين الإسلامي في المغرب والدفاع عن قيمه ومبادئه. إن استدعاء السفير المغربي من السويد هو إشارة قوية وحازمة تؤكد على رفض المغرب لأي تجاوز يستهدف الإسلام والقرآن الكريم
إن استدعاء السفير المغربي يعكس إصرار المغرب على حماية المقدسات الدينية وتعزيز قيم الاحترام والتسامح بين الشعوب والثقافات. ومن المأمول أن يؤدي هذا الإجراء إلى توعية المجتمع الدولي بأهمية احترام الأديان والتعايش السلمي، وتجنب أي تصرف يهدد التعايش السلمي ويؤثر على العلاقات الدولية.
وبالرغم من رغبة المغرب في الحفاظ على علاقاته الطيبة مع الدول الغربية، وخاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية التي تشكل نقطة خلاف مع بعض الدول الغربية، إلا أنه يفضل أن يسجل موقفًا مشرفًا في الدفاع عن القرآن الكريم وقيم الإسلام في العالم. يهدف المغرب من خلال ذلك إلى توجيه رسالة واضحة للغرب وللسويد بخصوص عدم الاستهتار بقيم الإسلام تحت ذريعة حرية التعبير.
يعتبر المغرب بقيادة الملك محمد السادس من الدول التي تدافع بقوة عن قيم الإسلام وتعبر عن تأكيدها على أهمية احترام الدين والقرآن الكريم. فالمغرب يرى أن الحرية في التعبير يجب أن تتم بطريقة مسؤولة وتحترم قيم الآخرين، ولا يجب أن تتحول إلى سبب للتعدي على الديانات والمقدسات. الموقف المغربي ليس وليد اليوم او هو نتاج لانفعال لحظي أو ورقة ضغط يريد ان ينال بها مواقف ديبلوماسية بل هي تقليد أصيل في المجتمع المغربي منذ قرون عديدة حيث يسجل التاريخ تضحيات مغربية في سبيل الدفاع عن الإسلام منذ دخول طارق بن زياد للأندلس وموقف كل من يوسف بن تاشفين و يعقوب المنصور الموحدي وملوك المرينين في دعم صلاح الدين الايوبي وكذلك موقف المغفور له الحسن الثاني في مساندة اخوانه في حرب أكتوبر ضد العدوان الإسرائيلي كلها مواقف اصيلة تفرضها النخوة المغربية والتمسك بالعقيدة الصحيحة والدفاع عن الإسلام بالغالي والنفيس.
وبهذا الموقف المشرف، يؤكد المغرب على رغبته في أن يكون شريكًا حريصا على نشر قيم السلام والتسامح والاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات. كما يعكس هذا الموقف تمسك المغرب بقيم الدين الإسلامي وتوجيهه للتأكيد على أنه يجب أن يكون هناك توازن بين حرية التعبير واحترام القيم والمعتقدات الدينية للناس. وان الحرص على السلم العالمي والتعايش لا يعني السماح بمس الاسلام وشعائره ورقيه من أي كان.
وبذلك، يظهر المغرب في هذه القضية كدولة تنادي بالسلام والتعايش السلمي بين الثقافات والأديان، وتتجاوب مع التحديات التي تواجهها القيم الدينية في العصر الحديث ويأمل أن يؤدي هذا الموقف إلى فهم أفضل لقضايا الإسلام وتعزيز الحوار البناء بين الثقافات والأديان، مما يعزز السلم والاستقرار في العالم.
شهامة موقف الملك المغربي دفع الأزهر الشريف في مصر، بصفته مرجعية إسلامية عالمية، ان يعلن إشادته الكبيرة بموقف جلالة الملك المغربي محمد السادس، ويدعو جميع الدول إلى ضرورة اتخاذ مواقف حاسمة ضد السويد وضد أيٍّ من يسمح لنفسه بالتطاول على الإسلام وقيمه تحت أي غطاء كان. وقد صدر بيان رسمي من الأزهر الشريف يثمن فيه الموقف الثابت والمشرف لجلالة الملك محمد السادس في الدفاع عن الإسلام وتأكيد أهمية حماية قيمه العظيمة و يعتبر الأزهر الشريف أن الاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين الأديان والثقافات هو أساس بناء المجتمعات المتسامحة والمزدهرة.
وفي هذا السياق ايد الأزهر الشريف المغرب في دعوة جميع الدول والمؤسسات العالمية إلى الوقوف بحزم وتحمل المسؤولية في مواجهة أي تجاوزات أو اعتداءات على الإسلام وقيمه. وأكد على ضرورة أن تتخذ الدول مواقف حاسمة وفعالة تعبر عن رفضها لأي تصرف يستهدف تشويه صورة الدين الإسلامي وإثارة الانقسامات والتوترات العنيفة في المجتمعات.
وبذلك، يتفق الأزهر الشريف والمغرب في دعوتهما إلى الحوار والتفاهم، ويؤكدان على أهمية الحفاظ على قيم الإسلام وعدم السماح بالتجاوز عليها بحجة حرية التعبير.
بالفعل، إذا كنا نشعر بالفخر والاعتزاز بالموقف المشرف الذي اتخذته المملكة المغربية فاننا ومع ذلك، لا يمكننا إلا أن نلاحظ ضعفًا بالغًا أو حتى غيابًا تامًا للاهتمام من العالم الإسلامي تجاه ما قامت به السويد من إساءة شديدة للإسلام والقرآن الكريم، وتصرفها المبالغ فيه في إهانة مشاعر المسلمين خلال أيام الحج العظيم وعيد الأضحى الذي يعكس استهتار السويد المتواصل بالإسلام وتجاهلها لمشاعر المسلمين البالغ عددهم حوالي ملياري مسلم في جميع أنحاء العالم في وقت ترفض. ان تمس ديانات أخرى بنفس الهمجية على أراضيها.
و من الأمور المؤسفة أن العالم الإسلامي لم يتخذ مواقف حازمة تجاه هذه الانتهاكات المستمرة للقيم الإسلامية. فالوقت قد حان للدول الإسلامية والمؤسسات الإسلامية الرفع صوتها واتخاذ إجراءات فاعلة للتصدي لهذه الانتهاكات والتطاولات على الإسلام كما يجب أن يكون لدينا في العالم الاسلامي تضامن قوي وتعاون مشترك لحماية قدسية الدين الإسلامي وتعزيز احترامه في جميع أنحاء العالم من خلال دعوة جميع الدول الإسلامية والمنظمات الإسلامية إلى تبني مواقف قوية وإصدار بيانات رسمية تدين هذه الإساءات وتطالب بوقفها فورًا واتخاذ ما يلزم لمواجة هذه الانتهاكات بحزم وتحمل المسؤولية للحفاظ على قيمنا الإسلامية ومشاعرنا الدينية.
وفي النهاية، فإن الوحدة والتضامن والتعاون بين المسلمين في جميع أنحاء العالم هو ما يمكننا الاعتماد عليه لمواجهة هذه التحديات والدفاع عن الإسلام وقيمه. لنتحد في سبيل الحفاظ على العزة والكرامة الإسلامية.
حتى لا ننسى ، اين مملكة بوخروبة وشعاراتها المثقوبة بالدفاع عن القضايا العربية والإسلامية أم ان الأيديولوجية الشيوعية والاشتراكية واللادينية لقيادتها تمنع من تسجيل موقف في الدفاع عن كتاب الله .