أكد المحلل السياسي، وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، عبد الرحيم المنار السليمي، أن هناك زوايا متعددة لدراسة ملف الصحراء المغربية، من بينها زاوية التاريخ التي تقدم نتائج عديدة، وزاوية السوسيولوجيا، والأنثروبولوجيا، والقانون. واعتبر السليمي، أنه في مرحلة معينة كان النقاش منصبا على القضايا القانونية من منطلق حق الشعوب في تقرير المصير، وبعض المفاهيم المشابهة له، مشيرا إلى أنه مع انتقال الموضوع لزاوية التاريخ تغيرت الأمور. جاء ذلك في مداخلة للسليمي، ضمن ندوة نظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج، حول موضوع: "الصحراء المغربية، منطلقات قيمية"، في رواق المجلس بالمعرض الدولي الكتاب. إقرأ أيضا: "سندفنك حيا".. السليمي يكشف تفاصيل تهديده بسبب الجزائر واحتياطاته الأمنية (فيديو) وعن الزاوية السوسيولوجية للملف، شدد المحلل السياسي، على أن الكل بات يعلم مدى تجانس القبائل المغربية وامتداد مواطن إقامتها في مختلف ربوع المملكة، والتي كانت تصل حتى مالي في مراحل معينة من التاريخ. وناقش السليمي المنظور الأنثروبولوجي لملف الصحراء، آخذا الزوايا كمثال لذلك، وخص بالذكر الزاوية "البصيرية" المتواجدة بنواحي أزيلال، والتي تنحدر حسب المتحدث من مدينة السمارة بالصحراء المغربية. مشير أن أحد رموز هاته الزاية "بصيري" استعمل من قبل البوليزاريو وتم تقديمه بصيغة مضللة، إلى أن أعد فيلم وثائقي حول أصول هاته الزاوية فتوقف التضليل بعد ذلك. إقرأ أيضا: منار السليمي: الخطر قادم من الجزائر والنظام العسكري فقد كل أوراقه (فيديو) وفيم يخص مفهوم الشعب الصحراوي، قال السليمي إنه صنع في جامعة مكسيكية وتم الترويج له بأموال طائلة، فيما أوضح أن العلم الذي ترفعه جبهة البوليساريو هو الآخر أعد من قبل المحجوب السالك زعيم تيار خط الشهيد بالجبهة. وأضاف السليمي، أن المحجوب السالك وهو أحد أبرز مؤسسي جبهة البوليساريو، قد أكد في إحدى خرجاته كما في كتاب له، أن الوالي السيد مؤسس الجبهة وقبل مقتله ببضع أيام، حدث السالك قائلا، "لقد جنينا على أفراد المخيمات لما أتينا بهم إلى تيندوف". وفي استحضاره لشخصية المحجوب السالك الذي كان أيضا مسؤولا سابقا عن إذاعة البوليزاريو، نبه إلى أن له كتابا كبيرا، لم يتم طرحه بعد، ويضم العديد من المعطيات الدقيقة حول موضوع الصحراء. إقرأ أيضا: الحلقة الكاملة ل"حوار في العمق" مع المنار السليمي وبالعودة للمنظور القانون، اعتبر أستاذ العلاقات الدولية، أن مبدا تقرير المصير التي تستعمله البوليساريو، قد تغير سياقه، لدرجة أنه لم يعد له وجود في البحث العلمي، مشيرا ان تقرير المصير كمبدأ من مبادئ القانون الدولي استعمل خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. وأوضح أن الجزائر تستعمل مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير، ومبدأ الحدود الموروثة عن الاستعمار، رغم أنهما نقيضين، مضيفا أنه لما بدأت هذه الحقائق تروج بدا النظام الجزائري بدوره يحجم عنها.