تشهد الدبلوماسية الجزائرية انتكاسة واضحة المعالم وذلك بالتزامن مع مجموعة من الخرجات الغير محسوبة لا بالنسبة للمؤسسة العسكرية أو وصيفها ويتعلق الأمر بساكن قصر المرادية ، تفاعلات خارجية تجمع معظمها على ترهات النظام أو بالأحرى العسكر ، والتي نالت حظا وفيرا من الانتقادات وخاصة من لدن الدول التي خاضت الجزائر حربا ضروسا حسب مخيلتها ضد الجار أي المملكة المغربية وخاصة تجاه دول لها وزنها الاقتصادي والسياسي على مستوى المنظومة الدولية. ومن بين النكبات التي أصيب بها نظام العسكر الجزائري الاعتراف الرئاسي الأمريكي بمغربية الصحراء في عهد الرئيس دونالد ترامب وتتبيث عراه في عهد الرئيس الحالي جو بايدن ذلك وبالرغم من المحاولات البئيسة من أجل خلق زوبعة في فنجان وخاصة على مستوى الكونغرس الأمريكي، انتهت بالفشل الذريع والمخزي تجاه دولة عظمى كالولايات المتحدة الاميركية التي لم تنس كالجار على أن المغرب كان أول دولة اعترفت باستقلالها ناهيك عن ثقتها في المملكة وذلك في اتساق تام مع ما تقوم به هذه الاخيرة وبشهادة الجميع وخاصة في باب إقران الوعد بالعهد. تنضاف إلى سلسلة النكبة الدبلوماسية الجزائرية ماقامت به ومن دون اكثراث للتبعات من دور سلبي في محاولة منها لتعكير صفو العلاقات المغربية الالمانية وخاصة فيما يتعلق بعدم دعوة المغرب لاجتماع برلين 1 غير أن معادلتها قد باءت وكالعادة بالفشل بل ساهمت في تقوية العلاقات الالمانية المغربية والتي تشهد انتعاشة مميزة أكثر من سابق عهدها. وبما أن مسلسل الاندحار طويل لا بأس من أن نذكرك ياجزائر بما حاولت القيام به في الملف الليبي تجاه دولة عربية اسلامية وبكل أنانية لا لشيء الا لأن جارك يساهم بكل ما أوتي من أجل تقريب وجهات النظر بين الاخوة الليبيين سواء عبر الصخيرات او بوزنيقة ، غير أن واقع الحال قد أثبت مرة أخرى على أنك خسرت الرهان والحال أن الاخوة الليبيين والى يومنا هذا لكي تستلهمي العبر لا زالوا يثقون بالمملكة المغربية ويتخذون من أرضها موطنا آمنا محايدا لفك شفرات الخلاف. ولكي لا أنسى ماضيك وحاضرك الاسود لا بد أن أذكرك بالوضع الذي أثرث من خلاله حفيظة ايطاليا والبرتغال واللتين فندتا ادعاءات أجهزتك وأبواقك التي مافتئت تزيف حتى بلاغات هاتين الدولتين بخصوص مواقفهما تجاه قضية الصحراء المغربية ولكي لا أطيل عليك أختاه فالعبرة بالخواتم فالقضاء البريطاني قد انتصر اليوم وقال كلمة الحق تجاه الأساطير التي تروجينها بخصوص الشراكة الاقتصادية البريطانية المغربية ، وقال وبكل براغماتية بأن العلاقات هي صحيحة ، فيال العار والخزي الذي وصلت اليه ياجزائر ياشقيقة ، فماهي الوقائع التي تحبكينها من أجل التوغل أكثر في مسلسل التضليل الذي يرجع بالوبال عليك، فأليس من الواجب عليك ممارسة المونولوج والرجوع الى جادة وعين العقل ، لأن استمرارك في هذا الاتجاه لن يسعفك لا في الحاضر ولا في المستقبل فلترجعي لرشدك لأن التاريخ لا ينسى غير أن الاعتذار يجبر أطواره وخباياه ، فلتتصالحي أختاه مع نفسك ومع محيطك الذي لم يعد يرغب في التعاون والتقارب معك الا على أساس المصلحة وما أدراك ما المصلحة. ∗الدكتور العباس الوردي استاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط والمدير العام للمجلة الافريقية للسياسات العامة