تصيور ومونتاج: يونس الميموني على غير عادتها، عاشت مدينة وزان عطلتها الأسبوعية، الأحد المنصرم، على وقع أهازيج احتفالية جابت أهم ساحات وأزقة "دار الضمانة"، بمشاركة عشرات الشباب والنساء والشيوخ، جمعهم حب المدينة والتطلع لمسقبل أفضل لها. جاء ذلك في النسخة الثانية لمبادرة "نتلاقاو فوزان" التي عرفت زخما وإشعاعا إعلاميا كبيرا هذا العام، والتي تهدف إلى إعادة الاعتبار لمدينة "دار الضمانة" والترويج لها سياحيا، وإبراز أهم ما تزخر به من مؤهلات طبيعية وحضارية وثقافية وتاريخية. مبادرة "نتلاقاو فوزان" التي حملت في دورتها الثانية شعار "حب وزان يجمعنا ومستقبلها يعنينا"، أشرف على تنظيمها نشطاء من المجتمع المدني المحلي، بدعم من أسماء مشهورة في عالم الفن والرياضة والإعلام والثقافة والأدب. وتبتغي المبادرة لفت الانتباه إلى هذه المدينة العريقة بتاريخها ومؤهلاتها، من أجل إشعاعها على المستوى السياحي، ودفع السلطات والجهات المنتخبة إلى تجاوز المشاكل والعراقيل للنهوض بالمدينة واستكمال كافة الأوراش المتعلقة بتطوير بنياتها التحية. محمد ربيع بنعود، ناشط جمعوي وأحد منظمي "نتلاقاو فوزان"، أوضح أن الهدف من هذه المبادرة هو "صلة الرحم وتلبية نداء المدينة الأم"، مشيرا إلى أن "أبناء المدينة لبوا النداء بكثافة سواء عبر الحضور الميداني أو التفاعل في مواقع التواصل الاجتماعي، أو بإرسال رسائل وفيديوهات مؤثرة من داخل المغرب وخارجه يكشف مدى الحنين والشوق لوزان". وقال بنعود في تصريح لجريدة "العمق"، إن "وزان تتميز بزخم حضاري وتاريخي وثقافي عريق، ولديها مؤهلات يجب الالتفات إليها، مع تجميع كفاءاتها وأطرها من أجل النهوض بها"، مشددا على أن "وزان لا ينقصها إلا الإدارة لتطويرها". وأبرز المتحدث أن هذه المبادرة تعتبر "تجربة فتية حظيت بدعم فنانين وإعلاميين ورياضيين وكتاب أدباء وحرفيين"، لافتا إلى أن مدينة "دار الضمانة" لها أوقاف في الجزائر والهند والقدس وتركيا وعدد من مناطق العالم. من جهته، قال رشيد الغويبي، فاعل مدني وأحد منظمي المبادرة، في تصريح مماثل، إن فكرة "نتلاقاو فوزان" جاءت من أجل الخير والفعل المبادر الإيجابي قصد إيصال صوت وزان إلى العالم، وفق تعبيره. وكشف أن القائمين على "نتلاقاو فوزان" سيقومون بتجميع عدد من الأفكار الإيجابية المنبثقة عن هذه المبادرة في سجل، قصد تدارسها والخروج بعدد من التوصيات التي ستتوج بنداء وزان. وأشار إلى أن هذا النداء ستتم بلورته على شكل بوابات تشتغل عليها كفاءات وزان من داخل وخارج المدينة، حيث ستكون أرضية للنقاش تمكِّن من تقديم تصور عن المدينة كما يريدها سكانها، وذلك بنفس تشاركي مع جميع الفاعلين والمؤسسات المعنية. بدوره، شدد محسن العفاني، من أفراد الجالية المغربية بالخارج وأحد منظمي المبادرة، في تصريح لجريدة "العمق"، على أن "نتلاقاو فوزان" قدمت رسائل للجميع، محليا وإقليميا وجهويا. وأضاف العفاني بالقول: "نتمنى أن نجد المدينة قد تغيرت العام المقبل وأن تُستكمل الأوراش فيها، وأن نرى فيها ما نتمناه، خاصة في ظل هذا الزخم والدعم الذي حظيت به هذه المبادرة".