دعا عبد العزيز الدرويش، رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس العمالات والأقاليم، إلى الاستثمار في وسائل النقل العمومية الصديقة للبيئة، معتبرا أن "مونديال 2030" فرصة لتطوير المشهد الحضري. جاء ذلك على هامش تمثيله للجمعية الإقليمية والمحلية الأورو متوسطية "ARLEM"، في أشغال المؤتمر الوزاري الثالث حول التنمية الحضرية المستدامة، المنعقد بمدينة زغريب الكرواتية خلال الفترة المتراوحة ما بين 3 و5 ماي الجاري وأوضح الدرويش أن الصحة الحضرية والنقل الحضري، في غالبية دول العالم، هما اختصاصان أساسيان للسلطات المحلية والإقليمية، وهما مترابطان، سواء فيما يتعلق بجودة الهواء أم التلوث السمعي أم السلامة أم نمط الحياة الصحي، فالتنقل المستدام مثلاً يساهم في تحسين صحة المواطنين. وشدد على ضرورة توفير الإطار القانوني والإمكانات المالية لتمكين الجماعات المحلية من العمل على اعتماد النقل المستدام والصديق للصحة، وكذا الاستثمار في وسائل النقل العمومية الصديقة للبيئة مثلا، ما دامت المدن والمناطق تمثل المستوى الأقرب للمواطن، كما أنها العامل المحفز لارتقائه وتغيير عاداته من خلال نهج تشاركي وإجراءات تربوية. وتوصي الجمعية، حسب الدرويش، بدمج سياسات التنقل المستدام، على المستوى الوطني، في سياسات الصحة الحضرية العامة وتخصيص الموارد المالية اللازمة وتحسيس المواطنين. وذكر الدرويش بأن الجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية ناقشت الأسبوع الماضي، خلال اجتماع اللجنة المنظم في مدينة الرباط بالمملكة المغربية بتاريخ 25 أبريل 2023، تقريرًا عن الصحة الحضرية والتنقل الحضري المستدام والذي كنت مقررا له. وأبان التقرير على أن 60٪ من سكان البحر الأبيض المتوسط يعيشون حاليا في المناطق الحضرية وهذه النسبة في تزايد مستمر، الشيء الذي نتج عنه تحديات كبرى كالزحف العمراني والتلوث وغير ذلك. كما تم خلال هذا الاجتماع، حسب الدرويش، إحاطة اعضاء اللجنة علما من طرف خيسوس جمالو ألي الذي شارك في رئاسة الاجتماع التاسع للجنة التنمية الترابية المستدامة، بمشروع تنظيم كأس العالم لسنة 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال. واعتبر المتحدث ذاته أن هذا الأمر يشكل مظهرا من مظاهر التلاحم الاقليمي والقاري على حد سواء حيث يعتبر الترشيح المشترك للمغرب وإسبانيا والبرتغال حدثا تاريخيا لا يتعلق بالبعد الرياضي فقط بل كذلك البعد الجيو-سياسي والثقافي والانساني والاقتصادي والعمراني. وأضاف: "هذا الحدث يعد مناسبة لتنفيذ مشاريع مصاحبة تهم البنية التحتية من ملاعب وطرق وفنادق ومطارات ووسائل نقل وغيرها وجلب الاستثمارات والزوار مما سينعش الحركة السياحية". وختم: "وإجمالا فإن هذا الحدث سيمكن المدن المستقبلة للمباريات من الاستفادة من استثمارات ضخمة ستساعد في هيكلة وتطوير المشهد الحضري لها تحسين بنياتها التحتية للوصول إلى مدن كاملة ومتكاملة كما جاء في كلمة معالي السبد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط".