ذكرت جريدة "لوفيغارو" الفرنسية، أن السلطات الفرنسية قد توقف صادراتها من القمح نحو بلدان في القارة الإفريقية، ابتداء من 25 أبريل الجاري، على خلفية قرار أصدرته وكالة الأمن الصحي الفرنسية. ويهم قرار الوكالة الفرنسية تقييد المعالجة المباشرة للقمح بمبيد الفوسفين، حتى يمكنه تصديره. وبالرغم من ذلك، فإن وزير التجارة الخارجية الفرنسي، أوليفي بيشت، أكد أنه لا إشكال في تصدير القمح رغم هذا القرار، ، وفق ما أوردته لوفيغارو. وفي الوقت نفسه، أكد وزير الفلاحة الفرنسي، مارك فيسنو، أن الدور الفرنسي في الأمن الغذائي العالمي سيتواصل. وفي ظل قرار الوكالة الفرنسية للأمن الصحي وتوجه فرنسا نحو وقف صادراتها من القمح نحو بعض الدول الإفريقية، فإن المغرب غير وارد ضمن الدول المذكورة التي تفرض مواصفات محددة في استيراد القمح، مثل أن يكون معالجته بشكل مباشر بالفوسفين وتبخيره في عنابر التخزين. ومن الدول المذكورة التي تعتبر لديها هذه المواصفات الزامية، توجد الطوغو والكاميرون والجزائر ومصر، وفق تصريحات لرئيس الجمعية الفرنسية لمنتجي الحبوب، أريك ثيرون، أوردتها وكالة الأنباء الفرنسية. في المقابل، قامت مجموعة من الدول الأوروبية بإعادة الترخيص لاستعمال مبيد الفوسفين في معالجة حشرات الحبوب، كبلجيكا وألمانيا وغالب الدول الأوروبية الأخرى، باستثناء فرنسا التي تعد رابع مصدر للقمح في العالم. وتعتبر الحكومة الفرنسية، بحسب لوفيغارو، أن هذا الأمر سيكون له تأثير على الأمن الغذائي كما سيكون له تأثير على الميزان التجاري الفرنسي، على اعتبار أن قيمة الحبوب بلغت 11.5 مليار أورو في سنة 2022. وتبحث الحكومة الفرنسية طريقة قانونية لنقض هذا القرار، بحيث أكد وزير الفلاحة الفرنسية، مارك فيسنو، أن فرنسا ستواصل تصدير القمح، وستعمل على ذلك في إطار القانون الأوربي الذي يتيح إمكانيات التصدير وكسر الحظر بناء على طلب الدول المستوردة. من جهته، قال وزير التجارة الخارجية، أوليفي بيشت، إن العديد من المداخل القانونية ما زالت قائمة ويتعين تقديمها، مشيرا إلى أنه بحلول 25 أبريل الجاري، ستتخذ قرارات حتى تستمر صادرات القمح الفرنسية. فرنسا المورد الأول للمغرب ويستورد المغرب 40 في المائة من حاجياته من القمح من فرنسا، بالرغم من أنه ينوع من مصادر استيراد حاجياته من القمح، فيما يستورد 25 في المائة من أوكرانيا و11 في المائة من روسيا، والباقي من كندا، ويعتبر المغرب ثالث مستورد للقمح في القارة الإفريقية. بحسب دراسة أنجزها مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد ، ففي سنة 2021 قلص المغرب من وارداته من القمح ب 0.7 مليون طن بفضل الظروف المناخية الجيدة التي ساهمت في تحسين الانتاج، ولم تتجاوز وارداته 5.5 مليون طنن موزعة على أوروبا بمليون طن، وروسيا ب 0.8 مليون طن وكندا ب0.7 مليون طن، والولايات المتحدةالأمريكية ب 0.6 مليون.