يشارك الفيلم المغربي "مطلقات الدارالبيضاء" لمخرجه محمد عهد بنسودة، في أول عرض له، ضمن فعاليات الدورة ال76 من مهرجان "كان" السينمائي، المزمع تنظيمه خلال شهر ماي المقبل بفرنسا. وكشف محمد عهد بنسودة، في تصريح لجريدة "العمق"، أن "فيلمه سيشارك خارج المسابقة الرسمية للمهرجان ضمن "سوق الفيلم" بهدف التسويق له، على اعتبار أن هذه التظاهرة تشهد حضور فني وازن". وينقل هذا الفيلم، الحاصل على الدعم من المركز السينمائي المغربي، قصص 4 نساء مطلقات ينتمن لأوساط اجتماعية مختلفة، بمشاركة مونية لمكيمل وبشرى أهريش زينب عبيد وأمال عيوش وسعيدة شرف وغيرهم. وكشفت الممثلة بشرى أهريش، في تصريح سابق، أنها "تجسد شخصية فدوى وهي سيدة متزوجة تتحدر من أسرة غنية"، موردة أن "هذه المرأة ترفض فكرة الطلاق رغم إهمال وخيانة زوجها". وأضافت بشرى أهريش أن "فدوى تعيش معاناة يومية مع زوجها الغائب عن منزل الأسرة تحت ذريعة اجتماعات العمل، في حين يقوم بخيانتها مع نساء أخريات، وهو ما تحاول أن تخفيه عن الآخرين". وأوردت بشرى أهريش أن "هذه الشخصية مغايرة عن باقي الأدوار التي لعبت في مسارها الفني، على اعتبار أنها تنقل معاناة النساء اللاتي يعانين في زواجهم ورغم ذلك يرفضن الطلاق خوفاً على مستقبل أبنائها". وأبرزت أهريش أن "الفيلم يتناول المشاكل التي تعاني منها المرأة المطلقة داخل المجتمع المغربي، سواء مع أسرتها أو في عملها"، مؤكدة أن "هذا العمل السينمائي يطرح إشكاليات وقضايا ولا يعطي أحكاما معينة". من جهتها، قالت الممثلة مونية لمكيمل إنها "تجسد دور فاطمة وهي تشتغل مساعدة في إحدى المدارس ولديها ابنة عمرها 10 سنوات"، مشيرة إلى أنها "مطلقة من رجل سكير وقمار ومتنصل من مسؤولية أسرته". وأضافت لمكيمل، في تصريح مماثل، أنها "تحاول من خلال شخصية فاطمة نقل الصعوبات التي تعاني المرأة المطلقة داخل المجتمع"، مبرزة أن "فاطمة أكثر النساء فقراً مقارنة مع باقي الشخصيات". ووسط هذه المعاناة اليومية، تورد لمكيمل، ثم تضيف أن "فاطمة تكافح من أجل تأمين قوت يومي لضمان حياة كريمة لابنتها الوحيدة في غياب أب غير مسؤول"، مشيرة إلى أنها "تعيل أسرتها كذلك". وإلى جانب هذا، تورد لمكيمل أن "فاطمة لا ترحمها أعين المتحرشين خلال تنقلها بين البيت والعمل، حيث يحاول هذا العمل السينمائي إثارة ظاهرة التحرش بالنساء داخل الحافلات العمومية بطرق وصفتها ب"المقززة". ومضت لمكيمل تقول إن "العمل ينقل قصص أربع نساء، منهن من في المراحل الأولى من الطلاق، ومنهن من تعيش تجربة الطلاق وسط ظروف صعبة، ومنهن من لم تقرر بعد الحسم في قرار الطلاق". يشار إلى أن "مطلقات الدارالبيضاء" يعد ثاني عمل للمخرج بنسودة يخدم قضايا المرأة وذلك بعد فيلمه "خلف الأبواب المغلقة" الذي صدر عام 2013 وتناول قضية التحرش بالنساء، حيث حاز عام 2019 على جائزة تمييز لخدمة قضايا المرأة.