كشف وزير الثقافة والشباب والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أن وزارته تعمل على مشروع لإحداث مدينة لصناعة الألعاب الإلكترونية بالعاصمة الرباط، مشيرا إلى أن قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية من المشاريع الكبرى التي تشتغل عليها الوزارة. وقال بنسعيد خلال استضافته من طرف مؤسسة الفقيه التطواني، مساء أمس الإثنين بمدينة سلا، إن صناعة الألعاب الإلكترونية ستُمكن المغرب من دخول مجال اقتصادي واعد، لافتا إلى أنه يراهن على أن تتجاوز هذه الصناعة قطاع السيارات، كما كشفته تجارب عدد من الدول. وأوضح أن أول مركز سيكون في الرباط تحت اسم "مدينة الألعاب الإلكترونية"، مضيفا أن هناك عدة شركات دولية كبرى مهتمة بالاستثمار في هذه المدينة، بمفهوم الصناعة وليس اللعب. وأبرز الوزير أنه يمكن تعميم تجربة الرباط في مدن أخرى كالدار البيضاء والداخلة، معتبرا أن نجاح هذا المشروع سيفتح بابا كبيرا للمملكة، على غرار مجال صناعة السيارات، وفق تعبيره. وكشف المتحدث أن الشباب المغربي يعتبر المستهك الأول للألعاب الإلكترونية في المنطقة العربية، دون أن ينتج المغرب شيئا في هذا المجال. وشدد محمد المهدي بنسعيد على أن قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية تجاوز بكثير صناعات ثقافية وفنية أخرى، من بينها السينما والمويسقى. وأشار وزير الثقافة والشباب والتواصل إلى أن هذا المجال أصبح يُعد القطاع الثقافي الأول على مستوى الإنتاجية عالميا، لكن دون أن يستفيد منه الاقتصاد المغربي. هذا الاستثمار، يقول الوزير، سيخلق نظاما اقتصاديا قادرا على منح فرص كثيرة للشباب المغربي الذي يشتغل في هذا المجال. وفي هذا السياق، كشف بنسعيد أن هناك شبابا في العالم القروي يبتكرون أمورا رائعة في هذا المجال، كما أن بعضهم تمكن من إنشاء مقاولات صغرى جدا، لكنها جد متطورة على المستوى الوطني. واعتبر أن الوقت قد حان للاهتمام بهذا المجال في المغرب، مشددا على أنه سيخلق مهنا جديدة، علما أن التكوينات المرتبطة به توجد في الكليات والمعاهد المغربية. وسجل في هذا الصدد أن وجود تكوينات في صناعة الألعاب الإلكترونية بالمغرب، يوازيه غياب فرص الشغل في هذا المجال، وهو ما يدفع عددا من الشباب إلى الهجرة لدول تهتم بهذا القطاع، ككندا. وأشار إلى أن وزارته تعمل على إحداث تكوينات لصناعة الألعاب الإلكترونية في دور الشباب، بالموازاة مع تكوينات معهد الفنون الجميلة، لافتا إلى أن تكوينات هذا القطاع ترتبط بمجالات أخرى كالثقافة والموسيقى والرسم والتكنولوجيا.