عاد الجدل الذي يصاحب البطولة الوطنية المغربية لكرة القدم كلما وصلت للثلث الأخير، ليخيم على الأجواء العامة للمارسة الرياضية بالمغرب بسبب أداء الحكام وبرمجة المباريات في ظل مشاركة فرق في أكثر من منافسة خارجية. مفارقة الموسم الرياضي الحالي تؤكد وجود جدل كبير حول الحالات التحكيمية وبرمجة مباريات البطولة الوطنية لكرة القدم منذ بداية الرجاء والوداد والجيش الملكي إجراء مباريات دور مجموعات عصبة الأبطال وكأس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم. فما هي جهود الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الإحترافية في ظل هذا الجدل القائم؟ وكيف تدبر مديرية التحكيم هذه الأزمة التي من شأنها إلحاق ضرر بالبطولة والحكام المغاربة بعد تنامي مطلب حكاك أجانب لإدارة مباريات البطولة الوطنية. حكم أجنبي مطلب جماهيري تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي وسما يطالب فيه أنصار الأندية بضرورة توفير حكام أجانب لقيادة ما تبقى من منافسات البطولة الوطنية، بعد ظهور حالات تحكيمية مسيئة، لم تحدث حتى في مرحلة ما قبل إعتماد تقنية "الفار". المحلل الرياضي إبراهيم السبيطري أكد في تصريح لجريدة "العمق"، أن "ضعف التحكيم في المغرب ليس فقط يساهم في إضعاف المقابلات وظلم بعض الأندية على حساب أخرى، ولكن التحكيم في المغرب من الأسباب الرئيسية لشغب الجماهير وقد لاحظنا في سابقة أن جميع الفرق صاغت بيانات ضد التحكيم و هو ما ينذر ب كارثة". وتساءل السبيطري هل الصواب هو جلب حكم أجنبي؟ مشيرا إلى أنه يبقى حل لحظي ل"لبريكولاج" فقط، و"هو أيضا إعلان بفشل منظومة التحكيم في المغرب وإهانة للحكم المغربي بعدما كان في الماضي القريب يمثل المغرب، العرب وإفريقيا في نهائي المونديال عن طريق المرحوم بلقولة، لكن الحل الأمثل هو التكوين الأمثل وتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب من طرف مديرية التحكيم". مديرية التحكيم أفادت مصادر مطلعة لجريدة "العمق" أن المديرية الوطنية للتحكيم تسارع الزمن من أجل ترميم الخدوش التي لحقت بالحكام الذين يقودون المباريات بسبب الأخطاء الكثيرة التي يقعون فيها كان أخرها ما وقع في مباراة الجولة ال19 بين الوداد ونهضة بركان. رئيس المديرية الوطنية للتحكيم، يحيى حدقة، في تصريح سابق ل"العمق"، قال إن "المديرية متعاقدة مع شركة لتقنية الفيديو وأن الحالات التحكيمية ستخضع للتحليل والتدقيق كما هو معلوم ومعتاد بالنسبة للمديرية". وعما راج حول توقيف طاقم تحكيم المباراة، قال حدقة: "لا علم لي بهذا وأي قرار متعلق بالإيقاف يكون وفق بلاغ للمديرية"، مشيرا إلى أن "القرارت تخضع للتدقيق في كل تفاصيل اللقاء عبر مراجعة جميع اللقطات"، متابعا "بدوري أشاهد المباريات وما يهمني فيها هو أداء الحكام بصفتي مديرا للمؤسسة المكلفة بالحكام "المديرية الوطنية للتحكيم. المونديال مرآة خلت لائحة الحكام النهائية التي أعلن عنها الإتحاد الدولي لكرة القدم من أجل قيادة مباريات كأس العالم قطر 2022 من تواجد مغاربة في مركز حكم وسط، فيما تواجد المغربيان رضوان جيد و عادل زوراق في غرفة الفار، وتم اختيار 36 حكما و69 حكما مساعدا و24 حكم فيديو بالتعاون مع الاتحادات القارية الست بالنظر لجودة هؤلاء الحكام وأدائهم المقدّم في بطولات الفيفا وباقي المنافسات الدولية والمحلية. كما ضمت قائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الحكم الدولي المغربي رضوان الجيد، ضمن قائمة الحكام الذين تولوا إدارة مباريات كأس العالم للأندية لكرة القدم كحكم مساعد في تقنية الفيديو خلال المنافسة التي إحتضنها المغرب في الفترة الممتدة من 1 إلى 11 فبراير المقبل. ووصف المحلل الرياضي إبراهيم السبيطري مستوى التحكيم المغربي بكونه من بين النقط السوداء في الكرة المغربية و لا يتماشى توازيا مع بلد هو الرابع عالميا في أخر نسخة من منافسات كأس العالم لكرة القدم. البرمجة "شغب" استأثر نقاش برمجة مباريات الأندية الوطنية لكرة القدم بإهتمام كبير بين الجماهير المغربية وأصبح موضوعا بارزا على صفحات وسائل التواصل الإجتماعي وأندية كرة القدم بسبب المشاركات الخارجية. وقال السبيطري في حديثه ل"العمق": "واضح أن المسؤولية الأولى والوحيدة هي للجنة البرمجة ولعبها دور إرضاء الخواطر خصوصا للأندية الكبيرة"، مشيرا إلى أن "البرمجة يجب أن تكون باليوم والساعة منذ القيام بالقرعة خصوصا أن الجامعة حاليا تتوفر على برمجة المسابقات الخارجية مسبقا مما يساعدها في برمجة بطولاتها المحلية بشكل مسبق تماما مثل ما يقع في الدوريات الأوروبية". وأمام كل هذه الأحدث يتواصل صمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والعصبة الإحترافية مما يجعل اللاوضوح واستمرار اللغط قائم إلى حين إيجاد أجوبة لتفاعلات وأسئلة الجماهير.