قال نقيب هيئة المحامين بالدار البيضاء، عمر ودرا، إن تبادل التهم بين الجزائر والمغرب حول ظاهرة تهريب المخدرات والمتاجرة فيها، لا يحل المشكلة، مؤكدا على ضرورة رفع مستوى التنسيق الأمني بين البلدين من أجل تحجيمها ومعالجتها في البلدين وفي البلدان المغاربية والعالم العربي، مشيرا إلى أن الحكومة المغربية تبذل مجهودات كبيرة لتقليص المساحات المزروعة بالقنب الهندي في شمال البلاد. وأضاف ودرا، خلال حوار أجرته معه جريدة "الخبر" الجزائرية، مؤاخذا الجزائر قائلا: "إن كنتم في الجزائر تقولون إنكم ضحية حرب غير معلنة، تتمثل في كميات المخدرات المحجوزة على ترابكم، فقد سمعت وقرأت بالمغرب أن الأقاليم الشرقية للمملكة، أصبحت ضحية انتشار كميات كبيرة من المخدرات أشد خطورة، تتمثل في ما يعرف عندنا بالمغرب ب"القرقوبي"، أو الأقراص المهلوسة، والتي يعتقد أنها تهرب من الجزائر". وأشار الحقوقي المغربي، في ذات الحوار، بصفته متابعا للملف، كما قال، إلى أن الحكومة المغربية قامت، خلال السنوات الخمس الأخيرة، بمجهودات كبيرة لاستبدال المساحات المزروعة بالقنب الهندي في شمال البلاد، "حيث توجد قرى فقيرة، كانت ساكنتها من المزارعين يقتاتون من زراعة المخدرات، وقد أدى تشجيع الحكومة للمزارعين بتغيير النشاط إلى انخفاض المساحات المزروعة بالمخدرات من نوع القنب الهندي إلى النصف". كما لم تفت ودرا الإشارة، على المستوى التشريعي، من كون المغرب وقّع على اتفاقيات دولية تجرم المتاجرة بالمخدرات، قبل أن يؤكد على أنه قد تم "رفع عقوبة المتاجرة بالمخدرات دون رخصة من خمس سنوات إلى عشر سنوات، وهي إجراءات ردعية تهدف إلى تضييق الخناق على مهربي المخدرات، وفي مواجهة هذا العمل الإجرامي العابر للقارات المدمر للشعوب وللأجيال، لا نملك، كحقوقيين، سوى استنكار الظاهرة التي نحاربها بكل قوّة وبكل الوسائل والدعوة إلى التنسيق والتعاون بين الشعبين والحكومتين، بدل تقاذف التهم الذي لن يجدي نفعا في حل المعضلة". وفي رد عن سؤال حول وجود معطيات أمنية تتحدث عن تحالف بين مافيا المخدرات والإرهاب، أجاب ودرا: "رغم عدم امتلاكي لمعطيات تفيد بتحالف تجار ومافيا المخدرات مع عناصر الجماعات المسلّحة، إلا أن الجوار المغربي الجزائري، لاشك قد يتأثر بالأوضاع الأمنية السائدة في المنطقة، فالتنسيق الأمني والتعاون على مستوى الحدود، لمنع تنقل الجريمة العابرة من مخدرات وإرهاب، لابد أن يكون عالي المستوى، للمحافظة على أمن واستقرار بلدينا المغرب والجزائر". يذكر، أن ودرا الذي رأس وفدا مغربيا للمشاركة في ملتقى دولي حول المخدرات في الجزائر، كان قد انسحب من الملتقى بعدما حملت الكلمة التي ألقاها نقيب المحامين الجزائريين والتي حملت اتهامات وإساءات للمغرب والملك محمد السادس".