في الوقت الذي تشهد فيه مؤسسات التعليم العالي تزايدا مضطرا لعدد الطلبة الوافدين عليها، تؤكد المعطيات الصادرة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عجزها عن مواكبة تطور عدد الطلبة، مما يساهم في ارتفاع منسوب الاكتظاظ وكذلك الهدر الجامعي. وتجاوز عدد المسجلين بمؤسسات التعليم العالي العمومي مطلع الموسم الجامعي 2022-2023، 1 مليونا و238 ألف طالب، 86 في المائة منهم مسجلون في مؤسسات الاستقطاب المفتوح، و14 في المائة فقط في المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود. وتشير المعطيات التي ضمنها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، في جواب على سؤال كتابي للنائب البرلماني عن التجمع الوطني للأحرار نور الدين قشيبل، أن عدد الطلبة الجدد وصل الموسم الجاري إلى 325 ألف طالب، مما ساهم في ارتفاع مجموع الطلبة بالمؤسسات العمومية بنسبة 5,8 في المائة مقارنة مع الموسم السابق، وهو ما يمثل زيادة تقدر بحوال 62 ألف طالب. بالمقابل، قال الوزير في جواب لسؤال آخر للنائبة البرلمانية عن فريق التقدم والاشتراكية، نادية تهامي، إن الطاقة الاستيعابية للمؤسسات العمومية ارتفعت هذه السنة بحوالي 22 ألف مقعد جديد، وهو الرقم الذي يوازي حوالي مقعد لكل 3 طلبة تقريبا. أما بخصوص الطلبة المستفيدين من المنحة، فقد أقر ميراوي أن مجموعهم لا يتجاوز ثلث مجموع الطلبة، حيث ينحصر عددهم في 421 ألف طالب فقط، فيما لا يستفيد من خدمات الأحياء الجامعية سوى 53 ألف و653 طالبا. وفي سؤاله الموجه إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، قال قشيبل إن "مؤسسات التعليم العالي تعرف بمختلف ربوع الوطن اكتظاظا كبيرا في عدد الطالبات والطلبة يفوق طاقتها الاستعابية، لاسيما بالنسبة للكليات ذات الاستقطاب المفتوح، مشير أن عدد الطلبة يرتقب أن يتجاوز الطاقة الاستعابية لمؤسسات التعليم العالي بنسبة 150 في المائة.