يصدر خلال نهاية الشهر الجاري عمل سردي جديد ضمن أدب الرحلة للكاتب المغربي عبد العزيز الراشدي، بعنوان ''جراح المدن؛ من درعة إلى شيكاغو''، عن دار النشر المتوسط. الإصدار الجديد، والذي يأتي في زهاء 130 صفحة، قال الكاتب إنه لمجموعة من الرحلات ينطلق فيها من منطقة درعة التي ولد بها، نحو عدد من المدن والفضاءات العالمية كشيكاغو، وباريس، وبروكسيل، ونيويورك، إلى جانب مدن مغربية أخرى قريبة من البيئة والثقافة التي نشأ فيها الكاتب أو بعيدة عنها. وأضاف الراشدي في تصريح ''للعمق'' أن الفكرة الأساسية للعمل السردي هي صدام الثقافة المحلية للكاتب مع ثقافات أخرى، مضيفا أنه انطلاقا من عنوان ''جراح المدن'' يحاول أن يرصد ما يعتمل بذات الكاتب وبدواخله حين اصطدامه مع تلك المدن والثقافات الأخرى، وحضورها المختلف. واستحضر الكاتب في عمله، بعض الحضارات العريقة التي استوطنت منشأه، كالقرطاجيين ومملكة اليهود، والملوك السعديين، إلى جانب عدد من الثقافات المتداخلة والمتصادمة جعلت من الإنسان الدرعي، حسب تعبير الكاتب، يتشبع بخصوصية ذات قوة. صدام آخر يتحدث عنه الكاتب هو صدام الجغرافيا، حيث يسرد انتقاله من فضاء شاسع من الجبال والصحراء، سمته الصفاء والصمت والبساطة والسكون لفضاءات أخرى يطبعها الشد والجذب والاحتكاك والعنف. هو صدام يقول الراشدي، لعين الكاتب بين مشاهد ألفها وبين مشاهد يجد صعوبة في التأقلم معها، ليسقط حين ذاك في مقارنة جوانب الثقافة والسلوك والايماءات والحركة، تجعله يسافر بعين مقارنة تنظر الى الآخر واختلافه وثقافته.