تهرب المهندس المكلف بمشروع "بساتين الواحة" بمراكش، التابع للمجموعة العمرانية BZIOUI IMMO، من الإفصاح عن تاريخ تسليم الشقق للمتضررين الذين منهم من انتظر أزيد من خمس سنوات دون الحصول على شقته. عدم إفصاح المهندس الذي تحدث باسم الشركة، جاء ووفق معلومات موثوقة، توصلت بها جريدة "العمق"، خلال اجتماع رسمي، ترأسه مسؤول سلطة محلية بمدينة مراكش، جمع المتضررين من مشروع "بساتين الواحة"، المتواجد بمنطقة سيدي يوسف بنعلي، والمقاول المسؤول عن المشروع، مع ممثلين عن مؤسسات عمومية وخاصة متدخلة. الاجتماع المذكور، الذي انعقد بحر شهر فبراير الجاري، جاء بهدف احتواء الاحتقان الذي تسببت فيه الشركة المسؤولة عن التجزئة السكنية "بساتين الواحة"، نظرا للاحتجاجات المتكررة التي يخوضها المتضررون كل مرة أمام أمام مكتب بيع الشركة بمراكش. وقال المهندس المكلف بمشروع "بساتين الواحة" خلال كلمته في الاجتماع المذكور، وفق ما أفاد به مصدر موثوق لجريدة "العمق"، إن المقاول الذي تحدث باسم الشركة، رفض الإعلان عن تاريخ تسليم الشقق للمتضررين، متحججا بكون المسائل التقنية والإدارية "يصعب تحديد مدة إنهائها". قبل أن يستدرك بأن المشروع، في أطواره النهائية وجاهز للتسليم، وأنه لم يعد معنى للموعد، لأن المصالح المختصة ستعمل على على تتبع المشروع بكل تفاصيله. مطالب المتضررين التأخر في التسليم الذي استمر أزيد من خمس سنوات، جعل المتضررين يطالبون في العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام مكتب البيع بتجزئة واحدة البساتين بسيدي يوسف بنعلي، بالتعجيل في تسلُّم شققهم، نظرا للظروف الاجتماعية التي يعيشونها، بسبب أداء تسبيقات مالية مهمة، جعلتهم يعيشون أزمات مالية بسبب استمرارهم في الكراء طيلة الخمس سنوات الماضية، وأدائهم أقساط الديون في نفس الوقت. فيما ذهبت فئة أخرى من المتضررين إلى مطالبة الشركة بإرجاع التسبيقات التي أودعوها، دون وقوع أي خصم منها، الأمر الذي أبدى عليه المقاول المذكور، موافقته في اجتماع أمام السلطات المحلية، ومسؤولين إداريين مكلفين بتتبع المشروع. مشروع لم يكتمل في الاجتماع المذكور، عبر ممثل عن مصالح المجلس الجماعي لمدينة مراكش المتتبعة للمشروع، صراحة، أمام الحضور بأن أشغال التجهيز المتعلقة بالمجموعة السكنية "بساتين الواحة" غير مكتملة، وذلك بناء على معاينة قامت بها لجنة تقنية انعقدت شهر أبريل 2022. وفي ذات السياق طرح ممثل عن مقاطعة سيدي يوسف بن علي، مشكل ربط المجموعة السكنية بالطريق العمومية. هذا الموضوع الذي أثار جدلا واسعا في صفوف المنتخبين والسياسين بمدينة مراكش، بعد اتهامات ب"تسخير" موارد الجماعة من أجل إنجاز هذه الطريق. اتهامات بالتواطؤ وكانت جريدة "العمق" سباقة لإثارة موضوع محاولة "تسخير" موارد المجلس الجماعي لمراكش، من أجل إعداد "نزع ملكية، وتأهيل جزء من طريق التهيئة رقم 90 الرابط بين الطريق رقم 92 والطريق رقم 91، بمنطقة المرس بسيدي يوسف"، حيث تتواجد فيها تجزئة المنعش المذكور. وحسب المعلومات التي توصلت بها الجريدة، فقد دافع أحد المنتخبين السياسيين بمدينة مراكش، عن هذه الخطوة، وتم تخصيص نقاط (5 و6 و7) ضمن جدول أعمال دورة أكتوبر 2022، لمناقشتها. إلا أنه وبعد إثارة الموضوع، وتنبيه من طرف العديد من الفاعلين المدنيين والسياسيين بمراكش، قام المجلس الجماعي لمراكش بتأجيل مناقشة النقاط إلى لجلسة الثانية من دورة أكتوبر، والتي قرر فيها سحبها بشكل نهائي. في حالة تمت المصادقة على النقاط المذكورة، سيعفى المنعش العقاري من إجراءات المعمول بها في نزع الملكية، ومن منحه تعويضات مالية لملاك الأراضي. "راديما" تنتظر صاحب المشروع بالرجوع إلى الاجتماع الذي رفض فيه مهندس "بساتين الواحة" الكشف عن موعد تسليم الشقق لأصحابها، قال ممثل الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء (راديما)، إن مصالح الوكالة مستعدة للتعاون مع صاحب المشروع في إطار ما تسمح به المساطر القانونية الجاري بها العمل. وأوضح ممثل الوكالة أنه "راديما"، تنتظر من صاحب المشروع وضع طلب التسليم المؤقت لشبكة توزيع الماء والكهرباء وتطهير السائل، معلنا عن التزامها بأنها ستقوم بذلك في مدة لا تتعدى 8 أيام بعد التوصل الطلب. "الأنوار"تنبه من التعديلات من جهتها عبرت شركة حاضرة الأنوار المكلفة بالإنارة العمومية بمدينة مراكش، عدم توصلها بأي طلب تسليم تقدمت به شركة المكلفة بمشروع "بساتين الواحة". وقال ممثل حاضرة الأنوار في الاجتماع ذاته، إن الشركة لم تتوصل بأي طلب للتسليم المؤقت إلى حدود عقد الاجتماع الذي انعقد في 16 فبراير الجاري. وذكر المتحدث باسم حاضرة الأنوار، أن أي تجهيز جديد لحق التجزئة السكنية، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار قياسات الإنارة الخاصة بها، مشيرا إلى أن محاضر التسليم ستحرر مباشرة بعد معالجة الملاحظات المتعلقة بشبكة الإنارة العمومية. توضيحات الشركة أثناء رده على عدم اكتمال تجهيز المجموعة السكنية، قال متحدث باسم الشركة في الاجتماع ذاته، إن نسبة الأشغال قد تم إنجازها بنسبة مائة بالمائة، وكذا المرافق العمومية المذكورة في الترخيص، وأنه ما يزال ينتظر الحصول على محاضر التسليم المتعلقة بالكهرباء والماء، وتطهير السائل، والإنارة العمومية، وبعض التصاميم الأخرى. جريدة "العمق"، حاولت الوصول إلى الشركة من أجل أخذ رأيها في الموضوع، عبر الاتصال في 4 أرقام هاتفية مختلفة، ورسالة على بريد الشركة، دون أن يتسنى لها ذلك.