ما زالت مجموعة من الدواوير الجبلية التي طوقتها التساقطات الثلجية الأخيرة بإقليم تنغير، تعاني من تبعات الظروف المناخية الاستثنائية التي شهدتها البلاد، في ظل محاصرة الثلوج للمنازل والأزقة. وبالرغم من المجهودات المبذولة لفك العزلة عن السكان، إلا أن عددا كبيرا من المواطنين ما زالوا معزولين وسط جبال الأطلس المتوسط والكبير بسبب الطرق المقطوعة. وتفيد شهادات محلية بأن العديد من القرى الجبلية بجماعات أيت هاني وإكنيون وغيرها، تحاصرها الثلوج منذ 3 أيام، حيث وجدت المصالح الإقليمية المعنية صعوبة في إعادة فتح الطرقات المغلقة، بسبب كثافة الثلوج التي وصلت مستويات غير مسبوقة بالإقليم. لحسن الكسنى، فاعل مدني بجماعة أيت هاني، قال في تصريح ل"العمق"، إن التساقطات الثلجية الكثيفة، الجمعة السبت، تسببت في إرباك حركة المرور بمعظم المحاور الطرقية بإقليم تنغير. وأوضح أن الثلوج أدت إلى قطع عدد من المحاور الطرقية، خصوصا تلك التي تربط مدينة تنغير بمحيطها، مثل أيت هاني وإكنيون وأمسمرير وتلمي وإغيل نمكون، فضلا عن عزل عدد من القرى الجبلية بالمنطقة. وأشار إلى أن الكهرباء انقطت جزئيا، وانقطعت معها جميع شبكات الاتصالات منذ يومين، كما توقفت المواصلات من جديد، وهو ما أدى إلى فقدان الاتصال بالأهالي الذين أصبحوا في عزلة تامة. وكشف أن سمك الثلوج بلغ مترا في القمة، و45 سنتمرا في السفح، فيما لازالت التساقطات الثلجية مستمرة دون انقطاع، لافتا إلى أن النشرة الإنذارية الأخيرة التي توقعت اساقطات مطرية ما بين 100 إلى وملميتر، زادت من هلع السكان. وأضاف أن معاناة ساكنة الجبل مع موجة البرد القارس التي تجتاح دواويرهم وقراهم النائية، تتجدد بداية كل عام، ما يفرض استعدادات استباقية لمواجهة آثارها السلبية على صحة الأطفال والنساء والمسنين والأشخاص بدون مأوى، في ظل صعوبة توفير حطب التدفئة. وطالب المتحدث من السلطات المعنية، بتكثيف الجهود من أجل التعجيل باتخاذ كافة التدابير المناسبة والكفيلة بإنقاذ ساكنة هذه الجماعات الترابية. وشدد على ضرورة القيام بفتح المسالك الطرقية الرابطة بين الدواوير والمراكز الصغيرة، ومضاعفة الجهود الرامية إلى فك العزلة عن الساكنة المحاصرة.