يستعد مجلس جماعة الدارالبيضاء لوضع برنامج يتعلق بتأهيل الهضبة الخضراء بسيدي مومن، والمعروف "بزبالة ميريكان" تم إغلاقه في ثمانينيات القرن الماضي، من أجل تحويله لمتنفس ترفيهي، خاصة وأن المنطقة تفتقر لمرافق ترفيهية ومساحات خضراء عمومية وملاعب القرب. وستشرف شركة التنمية المحلية "الدارالبيضاء للبيئة"، على عملية تأهيل الفضاء المعروف سابقا "بزبالة ميريكان"، لتحويله إلى فضاء ترفيهي ورياضي، علما أن المجلس سبق وصادق خلال دورة فبراير 2022 على النقطة المتعلقة بنزع ملكية القطع الأرضية المملوكة للخواص من أجل تهيئة الفضاء الترفيهي بمطرح النفايات المؤهل بسيدي مومن. واتفق المجلس في الدورة السابقة على كلفة إجمالية تقدر بمليار و900 مليون سنتيم، لإنجاز المشروع الممتد على مساحة 12 هكتار، لخلق متنفس جديد يسهم في الترفيه عن ساكنة سيدي مومن وساكنة المقاطعة المجاورة بتراب حي مولاي رشيد. وفي هذا الصدد، حذر عبد العزيز مومن الباحث والاستشاري في علم النفايات، من أن الهضبة الخضراء "غير مستقرة وتتحرك حاليا ببطء، وربما سيسهم ذلك في انهيارها مستقبلا، ويرجع ذلك إلى وضع كميات كبيرة من التربة والأحجار فوق المطرح يفوق سمكها 50 سنتم كما هو معمول". وأضاف مومن، في تصريح لجريدة "العمق"، أن "النفايات المدفونة بالهضبة الخضراء، سيتقلص حجمها وتتحرك (كالزبدة إذا في حال ما وضع فوقها شيء ثقيل"، إضافة إلى "تسرب جزء من عصارة النفايات في اتجاه الفرشة المائية وجزء آخر في شبكة الصرف الصحي". وأبرز الخبير في علم النفايات، أن "غياب غشاء فوق المطرح لمنع تسرب مياه الأمطار إلى الداخل سيسهم بدوره في عدم استقرار الهضبة، حيث وضع المسؤولون غشاء جيو تيكستيل géotextileعوض غشاء جيو منبران geomembrane" حسب تفسيره. وأضاف مومن، أن "غشاء جيو تيكستيل الذي وضع تم تمزيقه على طول الممرات التي تحيط بالمطرح، وذلك عند إنجاز قنوات لصرف مياه الأمطار، مما يساهم في عدم تثبت التربة في المنحدرات"، علاوة على "علو الهضبة الذي يفوق 30 متر، وتجاوز بعض الجوانب منحدراتها ب25 درجة، حيث تصل في بعض الأماكن إلى 50 درجة". وتساءل مومن "عن التتبع الطبوغرافي للهضبة الخضراء الذي تعمل الجماعة على تحويلها لمنتزه ترفيهي ورياضي، مع كثرة التهديدات التي تتربصها، حيث من المرتقب أن تشكل هذه التهديدات خطرا على الساكنة، علما أن التساقطات المطرية القوية مع التغيرات المناخية تساهم في انجراف التربة التي وقعت عدة مرات، إلى قنوات الصرف الصحي". إلى جانب كل هذه التهديدات، ذكر الخبير والاستشاري في علم النفايات بمجلس جهة الدارالبيضاءسطات سابقا، "مشكل العقار، ثم مشكل الحي الصفيحي المجاور للهضبة، وتأخر تهيئة شارع عمر ابن الخطاب الذي يعد من أطول شوارع سيدي مومن بحوالي 4 كلم". واقترح الخبير في علم النفايات أنه "لتجاوز عدم استقرار الهضبة الخضراء، اعتماد التتبع الطبوغرافي بالتقنيات الحديثة لتجاوز أي مخاطر مرتقبة، مع التشديد على تأهيل مصادر مياه لسقي المساحات الخضراء المزمع تهيئتها فوق الهضبة الخضراء تزامنا مع أزمة الماء التي تعرفها المدينة".