أرجع المفكر والروائي، حسن أوريد، سبب "الاحتفاء والسخط" الذي لحق روايته الجديدة "الموتشو"، لكونها مختلفة تماما عن كل الكتابات التي سبقتها، مشيرا إلى أنه قطع مع التقليد في الكتابة، من أجل أن "يحدّث القراء عن الواقع"، وكاشفا علاقة بطل الرواية، بالصحافي المعتقل، سليمان الريسوني. وأضاف أوريد، خلال حفل توقيع روايته "الموتشو"، الأربعاء، بكلية علوم التربية بالرباط، أنها تعرض زوايا متعددة لقضايا معينة تتعلق بالوضع العربي، بنوع من الإثارة والسعي في التفكر. وتابع أن إصداره الأخير قطع تماما مع الكتابات التي سبقته، وهذا ما يفسر الاحتفاء والسخط اللذان لحقا "الموتشو"، مردفا أن "الرواية هي الكذب الصادق، وفيها نكذب ونختلق من أجل قول الحقيقة". وكشف أوريد أن روايته الجديدة تحمل نظرة ناقلة لوضع العالم العربي، بعدما كان القوة الثالثة بعد الحرب العالمية الثانية، وتحاول أن تبحث في طياتها عن طريق الحوارات بين الشخصيات عن جواب لماذا أخلف هذا العالم موعده مع التاريخ. وفي ما يتعلق بزمن الرواية، أوضح الروائي أوريد، أن أحداثها بدأت في شتنبر 2018، ووقفت عند اختطاف واغتيال الصحافي السعودي، جمال خشاقجي، وتنتهي في ربيع 2019. وبالتالي، يضيف أوريد أنها غير منفصلة عن الواقع، معتبرا روايته شهادة على فترة انتهت، تزامنت مع بداية كورونا ونهايتها، وبداية الحرب الروسية الأوكرانية. أما بخصوص شخصيات الرواية، فإنها قدمت، وفق كاتبها، من خلال شخوص متعددة حتى لا تكون شهادتي مجروحة، وليخرج من جلد الذات، عن طريق الحوارات التي تعقّد الوضع داخل العالم العربي. وأوضح أن كل الشخصيات ترمز إلى توجهات معينة، ولا ينبغي للرواية أن تقرأ في المستوى الأول، موردا أنه كان يضع بحسبانه أنه يتحدث إلى شريحة مثقفة وعارفة بالواقع الذي تعيشه. وزاد أوريد أن هذه الشخصيات حقيقية، لكنها مواد بناء، قائلا: "إنه أتاح لنفسه تحويرها لتكون مواد بناء لواقع حقيقي عاين أغلبه". وعن شخصية "الموتشو" المحورية في الرواية، أوضح الكاتب، أن هذا اللقب كان يُلقب به الصحفي المعتقل، سليمان الريسوني، إلا أنه ليس هو في الرواية، ولا علاقة له بنصها. كما أشار إلى أن قراءة كل شخصيات الرواية، سواء الرئيسية والوسيطة وحتى الغائبة، لا ينبغي أن تتم بعيدا عن حمولتها المرجعية، إما انطلاقا من أسمائها أو وصفها، لأن كل واحدة منها تحمل هوية ثقافية ومرجعية معينة.