تحولت عملية جراحية لاستئصال اللوزتين لدى طفلة صغيرة بالمستشفى الإقليمي محمد السادس بمدينة المضيق، الأسبوع الماضي، إلى مأساة وصدمة كبيرة لدى الرأي العام المحلي، بعدما دخلت الطفلة في غيبوبة مستمرة منذ 8 أيام، فيما وصل الملف إلى البرلمان. وبدأت الواقعة يوم الأربعاء 21 دجنبر الجاري، حينما دخلت الطفلة "سلمى اليسيني" لغرفة العمليات بالمستشفى الإقليمي للمضيق، من أجل استئصال اللوزتين، غير أن الطاقم الطبي احتفظ بالطفلة لأزيد من 3 ساعات داخل غرفة العمليات بسبب عدم استفاقتها من التخدير. وعقب ذلك، قرر الطاقم الطبي نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي "سانية الرمل" بتطوان في حالة غيبوبة، ليكتشف الأطباء تعرضها لشلل حركي وفقدان القدرة على السمع والنطق، وهو الوضع الذي استمر منذ ذاك التاريخ وإلى حدود كتابة هذه الأسطر. وبحسب ما كشفه مصدر طبي رفيع بمستشفى "سانية الرمل" بتطوان لجريدة "العمق"، فإن الطفل التي لا تزال في حالة غيبوبة منذ 8 أيام، تعرضت لتوقف قلبي مفاجئ أثناء إجراء عملية استئصال اللوزتين بالمضيق، مشيرا إلى أن وضائف الدماغ لديها شبه مشلولة. وأوضح مصدر الجريدة، أن الطفل دخلت في هذه الحالة بسبب التوقف القلبي المفاجئ خلال العملية، لافتا إلى أنها لا تزال في حالة غيبوبة بقسم الإنعاش بمستشفى تطوان، ووضعها الصحي حاليا مستقر، لكن لا يمكن التكهن بالتطورات الممكنة خلال الساعات المقبلة، خاصة في ظل توقف مختلف وظائف الدماغ. وفي تطورات الملف، وجه البرلماني عن دائرة المضيقالفنيدق، محمد العربي المرابط، سؤالا كتابيا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، للمطالبة بفتح تحقيق حول ما تعرضت له الطفلة سلمى داخل مستشفى محمد السادس بالمضيق، مشيرا إلى أن أسرتها تعيش كابوسا حقيقيا. وقال عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، إن عملية استئصال اللوزتين تحولت إلى كارثة صحية، فقدت على إثرها الطفلة المعنية حاستي البصر والسمع وأصيبت بشلل في الحركة، مطالبا بفتح تحقيق في هذه النازلة التي قلبت حياة الطفلة وأسرتها رأسا على عقب، وذلك لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات.