شدد رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، محمد بشير الراشدي، على أن مكافحة الفساد بالمغرب، تحتاج إلى الجرأة والعزيمة، منبها إلى أن المقاربة الزجرية لوحدها غير كافية لمحاربة الظاهرة. وقال الراشدي، خلال استضافته من طرف مؤسسة علال الفاسي أمس الخميس، إن الزجر محور من بين محاور أخرى لمكافحة، موضحا أن الزجر ضروري لأنه يعطي مصداقية لجهود محاربة الفساد. ونبه إلى أن الإفلات من العقاب يشجّع على الممارسات الفاسدة، و"الزجر جانب أساسي لتثبيت المصداقية وضروري لمكافحة الفساد لكنه غير كاف"، مبرزا أن الوقاية من الفساد هي أساس تجفيف بؤره والممارسات الفساد. واسترسل المتحدث أن من محاور محاربة الفساد، خلق إطار عام لا يسمح بالممارسات الفاسدة، "لأن الزجر له دور ردعي لكي يدرك الناس بأن الإفلات من العقاب ليس هو القاعدة، وبالتالي ما عدم استسهال المارسات الفاسدة". وواصل الراشدي كلامه قائلا، إن "التربية مسألة أساسية لتكوين مجتمج أفراده متشبعون بقيم النزاهة والمسؤولية"، واستدرك بأنها غير كافية لوحدها، "فإذا الأطفال والشباب يلاحظون تناقضا بين ما يتلقونه وبين ما يعيشونه في الواقع، فلا يمكن أن تصمد هذه القيم". ودعا إلى الاشتغال كل محاور مكافحة الفساد، معتبرا أن محاربة الظاهرة تحتاج إلى عزيمة وجرأة في التعامل مع معها، مشيرا إلى أن "منظومة الفساد تتقوى أكثر وأكثر والمفسدون يستغلون جميع الإمكانيات منها التكنولوجيا والشبكات المالية وغيرها، لذلك يجب مواجهة هذه الممارسة بمقاربة شمولية يكون فيها وضوح في الرؤية، وتنزيلها موضوعي بأسس قابلة للتنفيذ ونتائج ملموسة لتثبيت القيم".